وُلد القدّيس استفانوس في المدينة المتملّكة، القسطنطينية من أبوَين تقيَّين فاضليَن زكريا وثيوفانو. قيل إن أمّه لمّا كانت حاملة به كانت تكتفي من الطعام بالخبز والماء والخضار، لهذا السبب أبدى ميلًا غير عادي إلى الصوم والإمساك. حوالي العام 843م، رسم البطريرك القسطنطينيّ مثوديوس زكريا، والد استفانوس، كاهنًا على الكنيسة الكبرى، كنيسة الحكمة المقدّسة، واستفانوس نفسه قارئًا. وما أن بلغ الثامنة عشرة توفّي والده، فما كان من استفانوس سوى أن انكفأ في كنيسة صغيرة على اسم القدّيس الرّسول بطرس ليتفرّغ للصوم والصلاة المتواصلة. وقد أجاد حتّى إن الرسول بطرس ظهر له وباركه وعبّر له عن فرحه به. ثمّ بعد ثلاث سنوات انتقل إلى كنيسة القدّيس أنتيباس. هناك أيضًا أبلى في جهاداته بلاء حسنًا وحظي ببركة صاحب الكنيسة شخصيًّا، في ذلك الوقت كان قد امتلأ فضيلة وصار لا يأكل إلّا بعض الخضار مرّة ومرّتين في الأسبوع، وقد مَنّ الله عليه باجتراح العجائب والآيات.
بعد ذلك سيم استفانوس كاهنًا وبقيَ مستغرقًا في سكونه. سنة 879م، دمّر زلزال كنيسة أنتيباس، فاستعاض عنها بحفرة رطبة مظلمة تُشبه القبر أقام فيها. كان الموضع غير صحّي لكنّ استفانوس لازمه غيرَ مبالٍ، فسقَطَ شعره وسقطت أسنانه ويبس جسده. إثنا عشر عامًا قضاها استفانوس على هذه الحال. ولمّا خرج من هناك لبس الإسكيم الرهبانيّ وتابع جهاداته. لم يعد يقيم الذبيحة الإلهيّة إلّا في الأعياد السيديّة، وقسى على نفسه أيضًا بأصوام إضافية. داوم استفانوس على النسك خمسة وخمسين سنة إلى أن رقد بسلام في الربّ سنة 912م عن عمر ناهز الثالثة والسبعين.