نشأ القدّيس توما في جوار جبل كيمينا في بيثينيا لعائلة تقيّة. جبل كيمينا كان في ذلك الزمان مركزًا رهبانيًّا عامرًا وهو قريب من جبل الأوليمبوس، جبل الرّهبان المميّز قبل ازدهار جبل آثوس. كان والد توما يتردّد على الرّهبان ويأخذ ولدَه معه. وهكذا تسنّى لتوما أن يطّلع على المبادىء الأوليّة للحياة الرهبانيّة وانطبعَت في نفسه صورة الرّهبان، فأخذ يقتدي بهم وحفظ كتاب المزامير عن ظهر قلب، وفي الوقت المناسب انضمّ إليهم. وحدث أنّ واحدًا من أغنياء القسطنطنية شاء أن يشيّد ديرًا لمجد الله وخلاص نفسه، فاستطلع رأي أسقف تلك الناحية في راهب مجِدّ يصلح لأنّ يكون رئيسًا لهذا الدير. وكان أن أوصى الأسقف بتوما.
اهتمّ توما بقطيع الرّهبان، في الدير الجديد، زمنًا وقد ازداد قسوة، في النسك، على نفسه قدوة في الهدوء والتواضع. وكان توما يتوارى بحيث لا يدري أحد بأمر جهاداته. وأخيرًا خشيَ على نفسه وخلوته فعيّن للإخوة الذين في الدير رئيسًا بدلًا عنه وانصرف إلى عزلته. ولكن لم يلبث تلاميذه أن لحقوا به وأعادوه إلى ديره بعدما وعدوه بقلّاية منعزلة يتسنّى له أن يجمع بين الخلوة وإرشاد الأخوة دون سائر اهتمامات الدير. مَنّ الله عليه بصنع العجائب والتنبؤ بالمستقبلات، فصار الناس يأتون إليه يلتمسون مشورته والتّعزية والشفاء. ولمّا ازداد إقبال الناس عليه قام وانصرف إلى مكان قفر. ولم يعد ينزل إلى الدير إلّا إذا كان أحد الإخوة بخطر. على هذه الحال استمرّ إلى أن رقد بسلام في الربّ.
اهتمّ توما بقطيع الرّهبان، في الدير الجديد، زمنًا وقد ازداد قسوة، في النسك، على نفسه قدوة في الهدوء والتواضع. وكان توما يتوارى بحيث لا يدري أحد بأمر جهاداته. وأخيرًا خشيَ على نفسه وخلوته فعيّن للإخوة الذين في الدير رئيسًا بدلًا عنه وانصرف إلى عزلته. ولكن لم يلبث تلاميذه أن لحقوا به وأعادوه إلى ديره بعدما وعدوه بقلّاية منعزلة يتسنّى له أن يجمع بين الخلوة وإرشاد الأخوة دون سائر اهتمامات الدير. مَنّ الله عليه بصنع العجائب والتنبؤ بالمستقبلات، فصار الناس يأتون إليه يلتمسون مشورته والتّعزية والشفاء. ولمّا ازداد إقبال الناس عليه قام وانصرف إلى مكان قفر. ولم يعد ينزل إلى الدير إلّا إذا كان أحد الإخوة بخطر. على هذه الحال استمرّ إلى أن رقد بسلام في الربّ.