١٠٢ – جورج خضر

الأب رامي ونّوس Sunday July 6, 2025 517

102

بقلم الأب رامي ونّوس

نقف بصمتٍ أمام سرٍّ اسمه جورج خضر.
مطرانٌ؟ نعم، إنّما وكأنّ الأسقف الذي نقرأ عنه في رسائل الرسل قام ومشى بيننا. لا تهمّه الألقاب ولا المقاعد الأولى.
كان قلبه المنبر، وكلمته شمعة، وعيناه تسرحان في الله، كطفلٍ وجد أباه بعد طول غياب.
واعظٌ؟ نعم. وإنّما إذا تكلّم، سكتَ ضجيجُ العالم، وتنفّسَ العقلُ، وخشعتِ الروح، لأنّه لم يكن يعظنا من على منبر، بل من قلبٍ صار بيتًا لله.
عميقٌ في معرفته لأنّه قرأ كثيرًا وصلّى كثيرًا. قرنَ الفلسفةَ بالعقل، واللاهوتَ بالنعمة، فأبصرَ الله في وجوهنا، وأرانا صورته في كلماته.
عاشقٌ لربّه. لا يعرف من الحبّ إلّا ما يذيب القلب ويخلقه من جديد.
لم يفهم الكهنوتُ وظيفة. فهمه خدمةً، ناراً، تجسيدًا يوميًّا للرغبة في أن يُرضي الله، لا الناس.
لجورج خضر على هذه الأرض حضورٌ لا يشبه إلّا صمتَ القدّيسين وسط الضوضاء.
وملامحُه محفورةٌ في وجدانِنا، لأنّه كتبنا نحن بمحبّته.
نحبّه ونشتاق إليه.
في عيده الثاني بعد المئة، لا نعرف ماذا نقول سوى أن نشكر الله لأنه مشى بيننا، أنّه عاش فينا، أنّه صار لنا علامةً، لا تزول.
وكما قال هو مرّةً: “القداسة أن تُحبَّ وتُحبَّ وتُحبَّ حتى النهاية.” وهكذا أحبّ، فصار حيًّا، إلى الأبد.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share