ديمتري سمعان…

mjoa Saturday September 20, 2025 358

ديمتري سمعان…

وجهُ أخٍ كبير في حلب، احترقَ كيانه بمحبّةِ المسيح ووهجِ الروح الذي انبعثَ من عليّة المؤسّسين يوم السادس عشر من اذار ١٩٤٢.

تشاركَ ديمتري سمعان وزوجته الراحلة ميّ الاخلاصَ لقضيّة المسيح في هذه الأرض، وما يرتّبه التزامها من جهادٍ شخصيّ وترحالٍ رسوليّ. فلم يصدّه جهادٌ حياتيّ، ولا تعبٌ، ولا عُمرٌ، ولا حروب، عن مسلكٍ من مسالك هذا الالتزام، واجتياز المسافات الشاسعة ليلاقي كنيسة أنطاكية في أحلى تجلّيات وحدتها ونهضتها، في مؤتمرات حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة ولقاءاتها.

إلى مواكَبته لحياة الحركة، منذ مراحلها الأولى في حلب وحتى الأمس، وإلى أثرِه الكبير في الأشخاص والمسارات، وسلاحُه، في هذا، كان الطاعة المُذهلة للأخوة، والمحبّة المطبوعَة فرحًا في الوجه، والمعرفة التي تُنبِض الحروفَ بالحياة، ساهَم الأخ ديمتري في توعيّة كثيرين على أنَّ الآفاق التي ترتجيها منّا عيونُ الربّ تسمو عن كلّ ما يحدّنا في ذواتنا الشخصيّة واهتماماتنا الداخليّة. فكانَ شاهدًا، أزمنةً وسنوات، في قطاعات الكنيسة والمجتمع، مزوّدًا بفكرِ الانجيل ورؤاه الكونيّة، ناطقًا بلُطفِ المسيح.
لهذا بقيَ هذا الأخ الحبيب، في عيون وقلوبِ مَن عرفوه، وذاقوا من سحرِ الرفقة، والارشاد، فيه، وطيبِ المحبّة ونُضجِ النُصح، وعمقِ المعرفة، الوجهَ الذي يسمو عن كلّ ما تولّاه من مسؤوليات ارشاديّة وقيادية كُبرى في الحركة.

الأخ ديمتري سمعان، المحبَّة فيه غلبَت. فانتقَل، اليوم، إلى حيث يرتجي خدمةً أفعَلَ وصلاةً أكثر استجابَةً من السيّد . انضمَّ إلى ميّ والرفاق، وقائمة الأرحام التي ولَدت كثيرين في المسيح وأفرَحتهم بكنيسته، وكلّ الذين سبق وحفَروا بعرقِ الجهاد في انطاكيّة قنواتًا حيَةً لانجيل يسوع إلى قلوبِ الشباب، وطُرقًا بهيّةً إلى معاينة وجهِه فرِحًا بوحدة كنيسته وبهاء حياتها.

انتقَل هذا المعلّم ليُلازم عطرَ صنوبَر دير الحرف في أبونا الياس، معلّمه ومعلّمنا في الربّ.

المسيح قام

الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share