كان القدّيس أثناسيوس مقيمًا في إزمير، اعتاد الاحتكاك بالأتراك كلّ يوم واحتمال التّحقير والتجريح منهم. مرّة، ومن دون انتباه، خرجت من فمه القولة الإسلاميّة “لا إله إلّا الله”، فسمِعه بعض الأتراك فاستاقوه إلى القاضي مدّعين أنّه شهر إسلامه وهم شهود لذلك، لكنّ أثناسيوس أنكر أن يكون قد تخلّى عن إيمانه بالمسيح واقتبل الإسلام وأنّ ما تفوّه به إن هو سوى صيغة كلاميّة عامّة ليست حكرًا على الإسلام، بل يقصد بها الإله الذي يؤمن هو به كمسيحيّ. أُودع السّجن وتعرّض للاستجواب الصوريّ، كما تعرّض للضرب بالسياط ولألوان أخرى من التعذيب. كلّ هذا لم يزعزع إيمانه بالربّ يسوع بل بقي ثابتًا صامدًا، وإذ عيل صبر القاضي أمَر بإعدامه فقُطع رأسه وأُلقي للكلاب. لكنّ الكلاب لم تمسّه، إلى أن جاء بعض الأتقياء وأخذوه بعد ثلاثة أيّام وواروه الثرى بلياقة.