هو راهب هدوئيّ مختبر في جهادات الحرب الداخليّة ضدّ الأهواء التماسًا للخلاص بالتوبة والاتّضاع والنسك والصلاة. له مؤلّف قيّم في إطار الفيلوكاليا. لا نعرف من أخباره شيئًا ولكن يبدو من كتاباته أنّه عاش في القرن الحادي عشر أو ربّما الثاني عشر. قرأ الكثير من كتابات الآباء أمثال أثناسيوس الكبير وباسيايوس الكبير وغريغوريوس اللّاهوتي ويوحنّا الذهبيّ الفم وإسحق السوري ويوحنّا الدمشقيّ ومكسيموس المعترف. وقد ذكر في مؤلّفه أنّه لم يكن يملك أي كتاب من الكتب التي قرأها. كان يستعيرها ثمّ يردّها إلى أصحابها. قيل إنّه استشهد في العربيّة وقاوم المانويّة. والبادي أنّه عرف القدّيس سمعان المترجم الذي عاش في النّصف الثاني من القرن العاشر لكنّه لا يذكر شيئًا عن القدّيس سمعان اللّاهوتي الجديد.
من أقواله: “إرادتنا جدار يفصلنا عن الله. ما لم يسقط الجدرا فلا يمكننا لا أن نتعلّم ولا أن نعمل ما هو من دون الله. نكون خارج الله والأعداء يتسلّطون علينا رغمًا عنا”.
“يجب أن لا نستخدم شيئًا أو نتفوّه بكلمة أو نأتي بحركة أو نحتفظ بفكر لا يكون ضروريًّا للخلاص ولحياة النفس والجسد. خارج إطار التمييز حتّى ما يبدو لنا حسنًا لا يقبله الله. خارج القصد القويم حتّى العمل الصالح لا ينفعنا في شيءٍ”.
“في معركة البشر بإمكاننا أن نلازم البيت ونمتنع عن المواجهة… أمّا المعركة الروحيّة فلا مكان نختبىء فيه حتّى ولو ذهبنا إلى أقاصي الأرض. حيثما نذهب نواجه الحرب. ليس هناك مكان بمنأى عن التجارب. من هنا أنّه من دون الصبر لا نجد راحةً”.
“في معركة البشر بإمكاننا أن نلازم البيت ونمتنع عن المواجهة… أمّا المعركة الروحيّة فلا مكان نختبىء فيه حتّى ولو ذهبنا إلى أقاصي الأرض. حيثما نذهب نواجه الحرب. ليس هناك مكان بمنأى عن التجارب. من هنا أنّه من دون الصبر لا نجد راحةً”.