القديس الشهيد إليان الحمصي الطبيب الشافي

mjoa Monday February 1, 2010 433
st_julianوُلِدَ القديس إليان في مدينة حمص في القرن الثالث الميلادي من أب يُدعى “كنداكيوس” وكان من عبادة الأصنام ومن أعيان المدينة ومن أم تُدعى “أخثسترا” يُقال أنها من أصل يوناني حيث يعني اسمها “سمكة النجوم” وكانت على درجة عالية من الوداعة وحُسْن التربية.
وكان ابنهم يُدعى “يوليان” واعتنت بتربيته مربيّة تُدعى “مطرونة” وكانت مسيحيّة وبدأت تعطيه مبادئ الإيمان المسيحي سِرّاً دون علم أهله..وعن طريقها كان يزور الناسك الطبيب “إيباتيوس” عند “نبع الهرمل” شمال غرب “حمص” وكان يُسَمّى ناسك “الأورانتس” “نهر العاصي” حالياً ويحفظ منه أسرار الإيمان المسيحي وأيضاً يجتمع مع “أسقف حمص” “سلوانس” وتلميذه “لوقا” والقارىء “موكيوس”.
كان إليان مسروراً جداً بالحياة العسكرية التي أكسبته بنية قوية ومتانة عضل وشجاعة قلب وقد رأى في زياراته المتكررة للناسك أن يكتب لوالده كي يسمح له باعتزال الأعمال العسكرية ليتفرّغ لتحصيل العلوم الطبية فسمح له بذلك فتفهّم معلومات طبية جديرة بالتقدير بفترة قصيرة فمارس الطب بمهارة فائقة وكان يحرص على شفاء المرضى ومعالجتهم بمحبة المسيح وإيمان الرسل وهذا ماتدل عليه أيقونته وهو بلباس الفرسان الرومانيين يمتطي الخيل ويحمل في يده اليسرى رمحاً وبجانبه “الهاون” و”المطرقة” اللذان يدلان على أنه طبيب.

فاشتكى أطباء حمص إلى والده وقالوا له :إن إبنك يُبَشِّرْ باسم إله المسيحيين ويهزأ بآلهتنا فكيف ترضى بذلك ولو علم الإمبراطور لغضب عليك منك.
كان إليان رجلاً مؤمناً يضع كل رجائه بالرب يسوع غير مكترث بمغريات هذا العالم الفاني وكان يصلّي ليلاً ونهاراً ويتمسّك بالصوم والصلاة ويقوم بأعمال الخير فيعالج المساكين ويوزع عليهم كل ما يقع بيده من مال أبيه.
وفي عام /284/ عندما أمر الإمبراطور “نوميريان” باضطهاد المسيحيين في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية اضطر معظم أهالي “حمص” إلى ترك عبادة الإله الحقيقي واتبعوا الديانة الوثنية غير أن “إليان” كان من القلائل الذين لم يخفهم الاضطهاد فبقي محافظاً على إيمانه المستقيم وكان من بين الذين لم يحيدوا عن عقيدتهم الأسقف “سلوانس” وتلميذاه “لوقا” و”موكيوس”.
عرف والد “إليان” بأنهم يبشرون بدين المسيح فألقى بهم فريسة للوحوش فاستشـهدوا بتاريخ 10 آذار 284م
بدأ إليان بعد استشهاد رفاقه يُظهِر علانية احترامه لهم ويجهر بإيمانه ويهاجم الأصنام فأمر والده الجنود بالقبض عليه فبقي في السجن أحد عشر شهرا ًكان خلالها يحث كل الذين يأتون إليه على ترك عبادة الأصنام واللحاق بالمسيح المخلص.فأغاظ هذا التصرف والده فنفذ صبره وقرّر تعذيبه وقتله فسلّمه إلى الجلاّدين فقادوه إلى شرقي المدينة وقيدوه بالحبال ثم غرزوا اثني عشر مسماراً طويلاً في رأسه ويديه وقدميه وعندها صـرخ: «أسبحك يا إلهي الساكن في السماء والأرض أعطني القوة لأتحمّل مرارة هذا العذاب..»وأغمي عليه فتركه الجلادون وانصرفوا ظنّاً منهم أنه قد مات.
أما اليان فكان حياً وما لبث أن جمع قواه وتمكّن من جرّ نفسه إلى مغارة قريبة كانت مصنعاً لفخّاري مسيحي وعندما دخلها مجّد الله قائلاً :«أشكرك يا إلهي الذي أهّلتني لهذا العذاب من أجل اسمك القدّوس» ثم أسلم الروح وكان ذلك في 6/ شباط /285م وبعد يومين أخذ الفخّاري جسد القديس ووضعه في “كنيسة الرسل والقديسة بربارة”
تعيّــد له كنيستنا الأرثوذكسية في السادس من شباط وهو من القديسين الأطباء العادمي الفضة.
8 Shares
8 Shares
Tweet
Share8