أصلُه يونانيّ من القسطنطينية، كان تقيًّا حكيمًا. معرفته بالوصايا الإلهيّة والقوانين الكنسيّة كانت معمَّقة. عيّنه بطريرك القسطنطينية متروبوليتًا لكييف وكلّ روسيا سنة 1328م. جعل مقرّه في موسكو. في السنة 1342م هدّد التتار بإقفال كلّ الكنائس. اضطرّ القدّيس أن يجبي من السكّان ضرائب باهظة مرهقة. وإذ حمَل المال إلى الخان الأكبر أراد هذا الأخير أن يُجبر الإكليروس على دفع الضرائب أيضًا، فرفَضَ هذا الأمر فعامَله التتار بقسوة وعانى آلامًا جمّة، وبعد خروجه من السجن اكتشف أنّ ربع الكنائس خرب بسبب حريق أصاب المدينة، فزاد من أصوامه وصلواته واهتمّ ببناء كنائس حجريّة فخمة مزيّنة بالفريسكات. استقدم لذلك فنّانين بيزنطيّين، ونجح في رفع موسكو إلى مستوى المدينة العظيمة في العالم المسيحيّ. أحبّ الرّهبان واحتضن وبارك القدّيس سرجيوس رادونيج. وقد آزر القدّيس غريغوريوس بلاماس متبنّيًّا موقفه الذي كان موقف الأرثوذكسيّة من الأساس. وبعد خمسة وعشرين عامًا من الأسقفيّة رقد بسلام في العام 1353م.