وُلد لعائلة ورِعة وميسورة من ديميتسان في البلوبونيز. استقرّت في لاسي المولدافية، فيما كان يتابع تحصيله العلميّ، ملَكَت عليه الرّغبة في أن يترهّب في جبل آثوس، وإذ لم تتح له اضطرابات الحرب الروسيّة – التركيّة فرصة بلوغ الجبل المقدّس، أقام لبعض الوقت في بوخارست الرومانيّة. هناك أنسَته المعاشرات قصدَه وأغرَقته في الفساد ولمّا رغب في الفرار من تلك المعاشرات واللّجوء إلى القسطنطينية وجعل نفسه في خدمة أحد سفراء السلطان. في سَفَره إلى هناك أنكر إيمانه بالمسيح وقبِل ختانًا بشريًّا. وإذ عذّبه ضميره ذرف دموعًا سخيّة ودعا باسم يسوع. معلّموه الأتراك قلقوا عليه لمّا رأوه حزينًا ومنعوه من الخروج. فلمّا بلغوا أدرينوبوليس حاول الاتّصال بكيرللس الأسقف، الذي صار، فيما بعد، بطريركًا للقسطنطينيّة ليعترف بخطيئته فلم يوفّق. أُلقي خارج الكاتدرائيّة هناك لأنّ مَن فيها خشي انتقام الأتراك. وجَدَ القدّيس نفسَه محبَطًا حزينًا وسط سخرية الخدّام الآخرين منه. فلمّا وصل القسطنطينية عرّج سِرًّا، على البطريركيّة فاعترف بخطيئته وطلَبَ تزويده بملابس مسيحيّة. هناك ردّه الكاهن بعدما سمع اعترافه ولم يقبله. أخيرًا لجأ إلى السفارة الروسيّة حيث كان معروفًا أيّام الدراسة، فأعطوه الألبسة ورحّلوه على ظهر باخرة إلى جبل آثوس. وصل إلى هناك فأخبر ما حصل له فتمّ مسحُه بالميرون من قبل أحد الشيوخ بعد أربعين يومًا من التهيئة. للحال، انتقل القدّيس إلى إسقيط القدّيسة حنّة، حيث أمضى عشرين يومًا حتّى أعطاه باسيليوس برَكَته أن يعود إلى القسطنطينية. هكذا عاد إلى المدينة وأقام بقُرب بيت أسياده السابقين. وإذ التقى رفاقه القدامى لم يعرفوه. ولمّا قرّر قبول الشهادة التقى راهبًا من اللافرا ردَّه عن قراره وأقنَعه بالعودة إلى الجبل المقدّس ليتهيّأ بالنسك قبل أن يخوض المعركة الكبرى للشهادة.
لدى عودته إلى آثوس، استقرّ بدير إيفيرون وهناك تقدّم في الحياة الروحيّة بدرجة كبيرة، وهذا أثار إعجاب الرّهبان الآخرين. كان يتوجّع من أمر واحد وهو متى يحين الوقت ليقدّم جسده ذبيحة للربّ. لمّا منح الربّ الإله اليقين لأكاكيوس الشيخ أنّ تلميذَه بات مهيئًّا للشهادة. ألبَسَه الإسكيم الكبير وغيّر له إسمه من الفثاريوس إلى أفثيميوس وسمح له أن يتهيّأ للجهاد. ولمّا حان موعد الشهادة ودّع رفاقه وأبحر إلى القسطنطينية.
في أحد الشعانين من السنة 1814 لبِس القدّيس اللّباس التركيّ بدَل ثوبه الرّهباني وتوجّه إلى قصر الوزير حيث اعترف أنّه ينكر الإسلام ويعود إلى المسيحيّة، وداس على لفّة رأسه الإسلاميّة، فظنّ الوزير الشاب مجنونًا أو سكرانًا، فأراد رميه خارجًا لكنّ أفثيميوس أصرّ على أنّه كامل العقل ومستعدّ للموت من أجل المسيح. وفي جلسات التحقيق والاستجواب المتكرّر حكم الوزير عليه بالإعدام، وهكذا قدّم نفسه ذبيحة للربّ.