تذكار القدّيس البارّ موسى الأسود (+407م)

mjoa Monday August 28, 2023 338

moses-ethiopian

المعلومات التي تتعلّق بمرحلة ما قبل توبة القدّيس موسى الحبشيّ قليلة بعض الشيء.
لقبُه الأسود عائد إلى كونه أسودَ اللّون، قيل أنّه من الأحباش وآخرون يقولون أنّه من قبائل البربر. حياتُه مليئة بالشرور حتّى قيل أنّه لا توجد رذيلة إلّا واقترفها. يُقدَّر أنّ ميلاده كان ما بين العامَين 330م و340م. كان عبداً مملوكاً لشيخ قبيلة تعبُد الشمس. طرَدَه سيّده لكثرة شروره. نهَب وسطا وقتَل. كان ضخم الجثة جبّاراً وصار رئيس عصابة. رغم شروره، كان يخاطب الشمس كأنّها الإله سائلاً إيّاه أن يكشف له ذاته. جاء يومٌ وسمع فيه صوتاً يدعوه إلى البرّية، إلى رهبان برّية شيهيت الذين ذاع خبَرهم في ذلك الزمان. ذهب إلى هناك حاملاً سيفَه. التقى القسّ إيسيدوروس، وكان خارجاً من قلّايته ليذهب إلى الكنيسة، فارتعب من منظره. واعترف له بكلّ ما صنَع من شرور. فلمّا تأكد له صِدقه، أخذ يعلّمه ويعظه بكلام الله ويُخبره عن الدينونة العتيدة. ثمّ غادره لتأمّلاته. ذرف موسى الدمع وركع أمامه وأدّى اعترافاً بصوت عالٍ وانسحاق قلب وهو يبكي. أخذه إيسيدوروس إلى الأنبا مكاريوس الذي رعاه وعلّمه وأرشده برفق وعمّده ثمّ سلّمه إلى الأنبا إيسيدوروس ليتابع العناية به. لمّا تقدّم موسى في المعرفة، طلَب أن يصير راهباً، فشرَح له إيسيدوروس أتعاب الرهبانيّة ومحاربات الأبالسة وحاول أن يصرفه إلى أرض مصر، كان هذا ليختبر تصميمه فلمّا رآه ثابتاً صادقاً، أرسله إلى القدّيس مكاريوس أب البريّة.
سكن موسى في البداية بين الأخوة الرّهبان، لكنّه لكثرة الزوّار طلب أن ينعزل في قلّاية منفردة أرشده إليها القدّيس مكاريوس. حورب بالزّنى بضراوة ولم يُطِق الجلوس في قلّايته، فرجاه إيسيدوروس العودة لكنّه لم يعد بل حاول إنهاك قواه بالوقوف طويلاً في الصلاة والصوم والمطانيّات، وفعل ذلك حتّى ضجر الشيطان منه وترَكه إلى حين. عاش كلّ أيّامه منكراً لنفسه. منَحَه الربّ موهبة صنع العجائب لحبّه وتواضعه وجهاده ونسكه الشديد. في العام 407م، هاجم البربر الدير وقتلوه مع تلاميذه وكان في الخامسة والثمانين من عمره،  هكذا نال في حياته ثلاثة أكاليل، إكليل الرّهبنة والكهنوت والشهادة. هذا ويُعتبر موسى أوّل شهيد في الإسقيط وجسده محفوظ مع الأنبا إيسيدوروس بدير البراموس.

طروبارية القدّيس موسى
ظهرتَ في البريّة مستوطناً وبالجسم ملاكاً وللعجائب صانعاً وبالأصوام والأسهار والصلوات تقبّلتَ المواهب السماويّة فأنتَ تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان يا أبانا المتوشّح بالله موسى الحبشي فالمجد لمَن وهبَكَ القوّة، المجد لمَن توّجَك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع. 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share