عيده اليوم هو عيد نقل رفاته في السنة 1785م. عمل دبّاغًا، زوّجه والداه رغمًا عنه، بعد عشرين يومًا من زواجه هجر عائلته وكلّ رباط له بالعالم وذهب إلى نوفغورود الكبرى. هناك ترهّب وأسّس دير ميلاد والدة الإله. تنسّك وحمل السلاسل على بدنه، اتّشح بالأسمال وتظاهر بالجنون حبًّا بالمسيح. عاين مسبقًا مصير المدينة المشؤوم فأخذ يذرف الدمع على الشعب من دون توقّف. في السنة 1570م، أعاث القيصر إيفان الرهيب في نوفغورود فسادًا لكنّه لم يمسّ دير القدّيس أرسانيوس. أكثر من مرّة زار العاهل القدّيس أرسانيوس وأصغى إليه يوبّخه ولمّا يعترض. وذات يوم، دافع أرسانيوس بجرأة عن المدينة المنكوبة كما ردّ عطايا القيصر ورفض أن يباركه. بعدما خرّب إيفان المدينة قرّر أن يُسلم مدينة بسكوف للمصير نفسه. وقد طلب من القدّيس البركة على ما هو مزمع أن يفعله، فسأله أرسانيوس: “أشبِعتَ من الدّم، يا متوحّشًا دمويًّا؟”. “من يقدر أن يبارك أو يصلّي من أجل طاغية مشبَع بالدمّ المسيحيّ؟ لقد أرسلتَ نفوسًا بريئة عديدة إلى ملكوت السموات، أمّا أنتَ فلن تراه أبدًا. ويقولون إنّك تعدّ لمذبحة جديدة!”. فأكّد له القيصر أنّه لن يحدث ذلك إن لم يكن هناك خوَنة في المدينة، واقترح عليه أن ينضمّ إليه في بسكوف. فأجاب القدّيس: “ليكن كما تقول، غدًا أكون معك في بسكوف”. في اليوم التالي وُجِد أرسانيوس ميتًا، وهو على ركبتيه، في قلايته، أمام الإيقونات المقدّسة. توجّه القيصر إلى بسكوف لكن نظرة أرسانيوس الرهيبة إليه جعلته يعفو عن المدينة.