صادقة هي الكلمة

mjoa Thursday April 22, 2010 229

” صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين  أولهم أنا” (1تي 1: 15)

تناقلت الأجيال كافة بدءاً من سفر التكوين انه لابد للبشر من مخلص، لأن الله وعد بذلك وهو الصادق الأمين، هذا الوعد كان في الفردوس لحواء ومنها للجنس البشري كله، حيث انه سيأتي من نسلها من سيسحق الخطيئة ويبيد تسلطها على الإنسان، وهذا الوعد الذي كان يؤكده الله للبشرية مراراً خلال مسيرتها، عند كل سقطةٍ وفي كل ضعفٍ وعبر أنبيائه، كان لابد له من التحقق في ملء الزمان عندما تكون البشرية مستعدة لتقبل سكنى الإله فيها.
من هذا التقبل الفعلي النابع عن خبرة اللقاء الحي بالمسيح يسوع، عبّر الرسول بولس عن تحقق هذا الوعد بمجيء المخلص إلى العالم، هذا العالم المليء بالخطايا، المفعم بالأنا، القابع وراء الشهوة، أتى الرب “يسوع إلى العالم ليخلص” هذه بالحقيقة رسالة ربنا، هذه غاية تجسده، استطاع الرسول أن يلخص هدف التجسد بكلمات قليلة، “أتى ليخلص الخطأة”، أي أتى ليرفع ثقل الخطيئة، ليريح المتعبين منها، ليمسح دمعة المحزونين، أتى ليعيد الإنسان للحرية، ليحطم قيود الهوى، ليعيد الإنسان سيداً كما خلقه.
أما تأكيد الرسول على انه أول الخطأة فما هو إلا تعبير صريح عن تواضعه وعمق نظرته إلى ذاته، وقراءته المتمعنة لضعفاته.
وبقراءة صريحة لهذه الآية نجدها تُقسَم إلى ثلاثة أقسام:
1- التصريح والحض: تصريح واضح على صدق كلمة الله ووعده، نابع من خبرة المعاينة الشخصية الحقيقية، وحض على القبول والاعتراف بما تحقق.
2- تعليم الإيمان والعقيدة: المسيح أتى إلى العالم (تجسّد)، هدف قدومه خلاص هذا العالم.
3- التعليم الروحي: التواضع، معرفة الذات (أوّلهم أنا).
خلاصة القول، أنه بتواضعنا ومعرفتنا لذواتنا، يمكننا قبول الحقيقة، التي نلتمسها بعلاقة شخصية مع المسيح المتجسد.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share