اسمه بالمعمودية لعازر. أصله من بسكوف الروسيّة. منذ الصغر اعتاد أن ينصرف إلى القراءة وارتياد الكنيسة. اقتنى معرفة الكتاب المقدّس وكان بإمكانه أن يفسّره ويبني به أقرانه. ولمحبّته لله، هرب من المنزل العائليّ اجتنابًا لزواج أعدّه له ذووه. صار راهبًا في دير ميلاد والدة الإله في ضواحي بسكوف. ثابر على الأتعاب النسكيّة. خدم الإخوة، بتواضع في الطبخ والمخبز وسائر المهام المفروضة عليه. انتشر صيته في كلّ مكان. حزن لذلك وطلب البركة من رئيس الدير أن يعتزل. ذهب باحثًا عن مكان مناسب لحياة العزلة. قادَته العناية الإلهيّة إلى مكان قريب من نهر تولفا. هناك بنى لنفسه كوخًا ودخل في معارك ضدّ العدو غير المنظور، سلاحه كان الصوم والصلاة والأسهار. مرّ عليه هناك وقت طويل قبل أن تهتدي أمّه إليه. جاءت تتوسّل إليه أن يظهر وجهه لئلّا تموت عليه حزنًا، لكنّه رفض وطلب إليها أن تنضمّ إلى دير نسائيّ وهكذا فعلت حيث انضمّت إلى دير نسائيّ وسلكت بالتّقوى إلى آخر أيّامها. أمّا القدّيس أفروسينيوس، فبعدما جمع تلاميذه ونظم ديرًا في مواضع نسكه، رقد بسلام في الربّ في العام 1481م.