وُلد في القسطنطينيّة لعائلة من أصل إيطاليّ جنوبيّ تربطها بالقدّيس فوتيوس الكبير صلة قرابة دمويّة. درس على يد القدّيس فوتيوس بمعيّة الإمبراطور العتيد لاون السادس. حصّل معارف واسعة واقتنى استقامة أخلاقيّة كبيرة. فلمّا أقيل القدّيس فوتيوس للمرّة الثانية تعرّض ذووه وتلامذته للاضطهاد ممّا اضطرّ نيقولاوس لأنّ يترهّب في دير القدّيس تريفون في خلقيدونيا. ثمّ أنّ الإمبراطور لاون السادس المكنّى بالحكيم ذكَر رفيق دراسته القديم فرفعه إلى رتبة المشيَخة وأسنَد إليه مهمّة “الأسراريّ” أو “كاتم الأسرار” أي مستشار الملك في الشؤون السّرية للدولة.
في العام 901م صُيِّر نيقولاوس بطريركًا للقسطنطينيّة بالنظر لفضائله وعِلمه الجزيل في الشؤون الكنسيّة. وعلى مدى ستّ سنوات بذل جهودًا جبّارة لتوطيد النظام والانضباط في الكنيسة كما شجّع الإرساليات باتّجاه شعوب القوقاز والسلافيّين، وتمكّن من تحرير العديد من الأسرى من العرب والبلغار.
إثر وفاة الزوجة الثالثة للإمبراطور لاون، كان قد أنجب ولدًا هو الإمبراطور العتيد قسطنطين السابع البرفيريّ، من خليلة اسمها زوي، رغب الإمبراطور تشريع ارتباطه بـ”زوي” وأن يبارك البطريرك بالذات زواجه، زواجًا رابعًا، رفض نيقولاوس مباركة الزواج لأنّ الكنيسة تمنع الزواج الرّابع لكنّه عمّد الطفل. عنذئذ جيء بكاهن بارك الزواج فردّ البطريرك بأن منع الإمبراطور من دخول الكنيسة، فأُجبر البطريرك على توقيع الاستقالة ورُحّلَ إلى دير غالاكرينا. وبعد وفاة لاون بقليل، نفّذ عمّه الإسكندر وصيّته بأن استدعى القدّيس نيقولاوس وأعاده إلى سُدّة البطريركيّة. وبعد وفاة الاسكندر عُيّنَ نيقولاوس وصيًّا على قسطنطين السابع، كان نيقولاوس رجل سلام وحكمة بالرّغم من المخاطر التي كانت تحيط بالإمبراطوريّة، واستمرّ كذلك إلى أن رقد بالربّ في دير غالاكرينا في العام 925.