القدّيس البارّ كورنيليوس كوميل الروسيّ

mjoa Sunday May 19, 2024 223

cornelius_komelوُلد القدّيس كرنيليوس في كنف عائلة ثريّة ومعروفة في روستوف. كان يرتبط بالأمير الأكبر الموسكوفيّ بصِلة القربى. انضمّ إلى القصر في سِنّ الثالثة عشرة. التصَقَ بعمّ له. لمّا قرّر هذا الأخير أن يترهّب خرج هو معه إلى دير القدّيس كيرلّلس عند البحيرة البيضاء. بقي مبتدئًا ستّ سنوات يعمل في المخبز ويشغل أوقات فراغه بنسخ المخطوطات. ولمّا صُيّر راهبًا باشر رحلة إلى الأديرة الأكثر شهرة في روسيا. قصده كان أن يُعمّق معرفَته بالحياة النسكيّة وأن يلتقي رجالات الله. عندما قُرّر أن يسمّى كاهنًا ترك الدير وهامَ على وجهه إلى أن أتى إلى غابة شِبه عذراء في كوميل، ناحية تفير. هناك استقرّ في كوخ مهجور، وقد اقتبل الكهنوت عنوة فسامَه متروبوليت موسكو، وأقام في حضرة الله وحيدًا معتزلاً عشرين سنة.
فلمّا بلغ الستّين من العمر، بدأ بقبول التلاميذ، فنمَت الشِّركة بسرعة وشرَعَ الرهبان في بناء دير واسع ضمَّ كنيستَين بالإضافة إلى أبنية ضروريّة لسير حياة الشركة التي أرادها كورنيليوس. أصبح الدير ملاذًا لكلّ الممتحَنين، كان فيه ملجأ يستضيف الحجّاج والمتسوّلين، وعندما ضرَبَت المجاعة فولودغا تهافت الجُيّاع إلى المكان فاستقبلهم كورنيليوس بمحبّة ووزّع عليهم المؤن بنفسه. ورغم صبر القدّيس ووداعته حيال المعاندين، فإنّه كان صارمًا في شأن تطبيق مبادىء الرهبانيّة.
وفي العام 1537، في الأحد الرابع بعد الفصح، دعا القدّيس الرّهبان وحثّهم على سيرة متّفقة وأن يحفظوا قانون الحياة في الدير بأمانة وأن يواظبوا على الصلوات الكنسيّة ولا يتوانوا عن العناية بالفقراء، وطلب أن يُقرأ قانون المديح لوالدة الإله وقام هو بتبخير الإيقونات والحاضرين وبعد ذلك تمدّد وأسلم الروح بسلام عميق حتّى لم يلاحظ أحد من الحاضرين أنّه فارقهم إلّا بعد حين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share