القدّيسة أفروسيني هي ابنة الأمير سفياتوسلاف بولوتسك، الواقعة على بعد حوالي مئتَي كلم من مينسك، في روسيا البيضاء. هذا الأمير هو الابن الأصغر للقدّيس فلاديمير. أمضت أفروسيني أيّام شبابها في دراسة الكتب المقدّسة وكتابات الآباء القدّيسين. في الثانية عشرة من عمرها، باتت محطّ أنظار الناس لجمال طلعتها وفهمها. أخذ ذووها يتهيّأون لزواجها. ما إن درَت بالأمر حتّى هربت إلى عمّة لها، هي رومانا، كانت رئيسة دير، حيث لبست الزيّ الرهبانيّ. غير أنّها لم تبقَ هناك طويلاً وأخذت من أسقف بولوتسك إذنًا بالإقامة بقرب الكاتدرائيّة. كانت تمضي وقتها في الصلاة ونسخ الكتب التي كانت تبيعها لتوزّع المال الذي تجمعه منها حسنات للمحتاجين. ظهَر لها ملاك الربّ وأرشدها إلى مكان شاءها أن تؤسّس فيه ديرًا، في قرية قريبة من المدينة. بنت كنيسة حجريّة وأسّست ديرًا. قبلت رغم مقاومة ذويها أختها أفدوكيا راهبة معها وابنة عمّها وابنتي أخيها وعددًا من الفتيات النبيلات الصغار. بعد ذلك بنت كنيسة أخرى لوالدة الإله وأسّست ديرًا للرجال. لمّا شاخت تركت رئاسة الدير لأختها أفدوكيا وخرجت في حجّ إلى الأرض المقدّسة حيث اشتهت أن تكون نهاية رحلتها على الأرض. مرّت بالقسطنطينية وتبرّكت من الأماكن المقدّسة فيها، فلمّا وصلت إلى الأرض المقدّسة ظهر لها ملاك الربّ وأعلن لها قرب وفاتها. رقدت بسلام في الربّ في العام 1173م. دُفنت في دير القدّيس ثيودوسيوس ثمّ نُقلت رفاتها إلى لافرا المغاور في كييف حيث بقيت إلى العام 1910م حين أُعيدت إلى ديرها في بولوتسك.