وأثناء حفلة الرقص، أخذ رامي يسلك بطريقة غريبة تدعو للدهشة، كما أنه تجاهل طلبات نادية المتكررة لمغادرة ذلك المكان. ثم بدأ يشرب البيرة وقدم علبة منها إلى نادية، لكنها رفضت أن تأخذها. وفجأة شعرت أن جميع الموجودين في الحفلة يحاولون دفعها لشرب البيرة فقبلت وتناولت غلبة البيرة من شخص لم تكن على معرفة سابقة به.
ومنذ اللحظات الأولى التي دخلا فيها إلى ذلك المنزل اختفى رامي عن انظارها. ولكنها وجدته أخيراً في المطبخ يشرب البيرة ويضحك مع سميرة، الفتاة الشقراء الجميلة التي كانت كل الفتيات في المدرسة يحسدنها. وبعد فترة قصيرة بدأت الموسيقى تعزف في غرفة الجلوس. فأصيبت نادية بالدهشة عندما رأت سميرة تقود رامي ليرقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة. وبدا من الواضح أن سميرة كانت تتمتع بتلك الرقصة لأن رامي كان ملتصقاً بها.
شعرت نادية برغبة قوية للهرب من ذلك المكان لكنها لم تستطع لأنه كان عليها أن تنتظر رامي ليوصلها إلى البيت. ثم فكرت قائلة: “لا أستطيع أبداً أن أنافس سميرة”. وعندما انتهت فترة الرقص توجّه رامي نحوها ووضع يده على الحائط فوق رأسها وقبلها على وجنتيها وقال لها: “أظن أنك لا تمانعين أن أرقص مع سميرة فهي طلبت مني أن نرقص سوياً”.
هزّت نادية رأسها وحاولت أن تبتسم. وعندها مدّ رامي يده وطلب إليها أن ترقص معه. فوضعت علبة البيرة على الأرض، وأخذت ترقص معه وهي تشعر بالنشوة من تأثير البيرة والموسيقى. قررت نادية أن تتمسك برامي، فالتصقت به، ورقصت معه بنشوة عارمة. ثم شعرت بدفء جسده، واسنتشقت رائحة العطر الذي كان يضعه رامي، وانفعلت نتيجة همساته، فالتصقت به بقوة وهي تعصر جسده بيديها وكأنها لا تريد أن يفلت منها. وعندما توقفت الموسيقى، اقترح رامي أن يذهبا إلى مكان منعزل فوافقت نادية في الحال.
وبعد فترة وجيزة وجدت نادية نفسها في غرفة نوم غريبة، فأخذت تلبس ثيابها وتحبس دموعها. ولكن رامي قبلها على جبينها. وطلب إليها الانضمام إلى الآخرين.
فقالت نادية: “أرجوك خذني إلى البيت فقط”.
قيل إن طالب المدرسة الثانوية “يواجه تجارب جنسية وهو في طريقه إلى المدرسة أكثر من التجارب التي كان جدّه يواجهها ليلة عطلة نهاية الأسبوع عندما كان يخرج باحثاً عنها”. ومن المؤكد أنّ لدى شباب اليوم إدراكاً أوسع بالجنس، وأنّ التأثيرات الجنسية تنهال عليهم بغزارة، وأنهم أكثر عرضة لمخاطر الجنس غير المشروع من الأجيال السابقة.
إنّ أسباب ازدياد النشاط الجنسي بين المراهقين كثيرة للغاية، لدرجة أنّ محاولة فهم هذه الأسباب تشبه فك عقدة أو لغز. ولكن مع أنّ أسباب وتأثيرات النشاط الجنسي بين المراهقين كثيرة جداً إلا أنّ بعضها أكثر أهمية وانتشاراً.
• التأثيرات التربوية والمجتمعية:
يمارس الشباب أنشطة جنسية متعددة لأسباب كثيرة، أهمها التأثيرات التي تنهال عليهم من المجتمع بشكل عام ومن البرامج التعليمية بشكل خاص. فقد تأصلت وأثمرت في المجتمعات الغربية فلسفة تقول: “إذا شعرت شعوراً مريحاً تجاه عمل ما فافعله”. فالشباب يتعرضون إلى تأثيرات متعددة تشجعهم على ممارسة جميع أنواع الأنشطة الجنسية، بما فيها الجنس ما قبل الزواج والجنس بين المراهقين.
ومثال على ذلك أشار منهاج للمراهقين تمّ إعداده لمؤسسة “الأبوة المخططة” في سان فرانسيسكو، إلى الأسطورة التي تقول: “إن الأمهات الشابات اللواتي عندهن أكثر من شريك في العملية الجنسية هن أكثر ليونة. ويفضل بعض الناس رجال ونساء، أن يرتبطوا بعلاقة جنسية مع أكثر من شخص بنفس الوقت حيث يعتبر هذا العمل خيارهم المفضل”.
وكتب الدكتور “كابلن” في إحدى المجلات التي تم نشرها بدعم من الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية: “إذا مارسنا الجنس بدوافع شخصية وراعينا استخدام موانع الحمل وتجنبنا مخاطر الأمراض التناسلية والعواقب الأخرى فلا خطأ من أنشطتنا الجنسية” قد تساهم هذه العبارات والتأثيرات في قرار المراهقين ممارسة الأنشطة الجنسية.
• المستوى المتدني من الالتزام الديني:
أكد “ثورنتون وكامبيرن” في عام 1989 في أبحاثهما العلاقة ذات الحدين بين الالتزام الديني من جهة، والمواقف الجنسية والنشاط الجنسي من جهة أخرى. ودعمت أبحاثهما النتائج التي توصل إليها باحثون سابقون بأن “الحضور المتكرر للاجتماعات الكنسية يؤدي إلى اتخاذ مواقف أكثر تقييداً والتزاماً في عدم ممارسة الجنس قبل الزواج”. كما وأنهما حددا الجانب الآخر من تلك العلاقة بين الالتزام الديني والسلوك الجنسي. فوجدا أن الالتزام الديني لا يؤثر على السلوك الجنسي وحسب ولكن السلوك الجنسي يؤثر أيضاً على مدى الالتزام الديني. “أشارت التقديرات المبينة على التجربة العملية أن المواقف المتحررة تجاه الجنس ما قبل الزواج تقلل من حضور اجتماعات الكنيسة”.
• بنية العائلة:
تم توثيق عواقب الطلاق والانفصال وتمزق العائلة في دراسات متعددة، وأحد هذه التأثيرات هو النشاط الجنسي. توصل فلولنج وبومان إلى نتيجة مفادها “هناك نمط ثابت للعلاقة الهامة بين بنية العائلة وممارسة المراهقين الصغار.. لعملية الاتصال الجنسي”. فانهيار الزواج (الانفصال – الطلاق…الخ) وبنية العائلة (عائلة من أحد الوالدين فقط، أو عائلة تزوج أحد الزوجين فيها مرة ثانية)، يلعبان دوراً كبيراً في تعرض الشباب الصغار إلى تجارب وأنشطة جنسية. وبالمقابل، يعتبر أولاد العائلات السليمة عادة أكثر استعداداً لمواجهة التأثيرات والإغراءات الجنسية.
• ثقافة جنسية متدنية في البيت
ذكر عالم الاجتماع ميلر في تقريره أنه كلما كان الوالدان أكثر انفتاحاً لمناقشة معتقداتهم وقيمهم المتعلقة بالجنس مع المراهقين، كلما أظهر الأولاد درجة أقل من المواقف الجنسية السلبية والسلوك الجنسي غير المشروع. وذكرت نشرة أخرى ما يلي:
“لم يتعلم الوالدان الشؤون الجنسية من واليهم لذلك لا توجد لديهم نماذج عن أدوارهم لتساعدهم على التحدث مع أولادهم عن الأمور الجنسية. كما ويعتبر الوالدان أنفسهما غير مطلعين على الشؤون الجنسية، ولهذا السبب تلتبس عليهما القيم التي يرغبان في تعليمها لأولادهما. وأشار استبيان للرأي أجري على 1400 عائلة تتراوح أعمار أولادهم بين 3 -11 سنة إلى أن أقل من 15% من الأمهات و8% من الآباء فقط هم الذين تحدثوا مع أولادهم عن الجنس ما قبل الزواج، أو عن الاتصال الجنسي”.
وتوصل باحث آخر إلى النتيجة التالية:
“أشارت دراسة واحدة إلى أن 80% من الأمهات اللواتي تبلغ أعمار بناتهن بين 11 – 14 سنة قد تحدثن مع بناتهن عن فترة الحيض، ولكن 4% فقط شرحن لهن بالتفصيل العلاقة بين الحيض والحمل”.
إنّ الأولاد الذين لا يحصلون على أجوبة عن تساؤلاتهم في البيت، غالباً ما يحصلون عليها من اختباراتهم المؤلمة. وقال أحد المراهقين: “يجهل المراهقين ما يقومون به. فكل أحد ما يعرفونه هو أن لديهم بعض الأعضاء في أجسادهم، فالأحرى بهم أن يكتشفوا كيف يستخدمونها، ولأي سبب. وهذا مشابه لعملية قيادة السيارة لمعرفة فيما إذا كانت تؤدي وظيفتها أم لا”.
• حاجات تتعلق بالعلاقات مع الآخرين
كثيرون من الشبيبة غير واثقين من محبة واليهم نحوهم. وعندما طُرح السؤال التالي على آلاف التلاميذ في المرحلة الثانوية: “ما هو السؤال الذي تريدون أن يجيب عليه والدوكم بصدق؟” أجاب خمسون بالمائة: “هل تحبانني حقاً”.
كتبت إحدى المراهقات:
“عندما كنت في الثامنة من عمريأجريت اتصالاً جنسياً مع شاب عمره 15سنة. قمت بهذا العمل لأنه كانت تنقصني المحبة والرعاية من والديّ. أنا أحتاج إلى المحبة ولكن والديّ لم يظهراها لي. وعندما لم تتغير الأمور في البيت أصبحت حبلى في سن الخامسة عشرة… وقمت بعملية إجهاض. وأنا أخاف الآن أن أخرج في موعد مع أي شاب، وفي كل ليلة تنهمر دموعي بكاء قبل أن أنام”.
ويقول “كيم كوكس” وهو تربوي مختص بالشؤون الصحية في مدرسة ثانوية، إنّ المراهقين “يندفعون نحو الجنس ليس بدافع الحب أو العاطفة أو أي حوافز أخرى يختبرها البالغون، ولكن بدافع الحاجة إلى الألفة والمودة”.
واعترف أحد المراهقين قائلاً: ” نفتش عن طريقة تلبي حاجتنا للعناق. ولكن المعضلة التي يواجهها بعضنا هي أنه إذا أردت أن يلمسني أو يعانقني شخص ما يتوجب علي أن أقيم علاقة جنسية”.
• ضغوط الأصدقاء:
بينت دراسة أجريت على آلاف المراهقين أن 76% منهم يتمادون في ممارسة الجنس ليحصلوا على الخبرة في هذا المجال ولكي لا يشعروا أنهم انعزلوا عن أقرانهم. وبينما يدعي بعض المراهقين أن ضغوط الأصدقاء موضوع يركز عليه البالغون أكثر مما يجب، يعترف أكثريتهم بأن حاجة الشباب للقبول وتأكيد الثقة بهم قوة دافعة لكثير من الأعمال التي يقومون بها.
يواجه المراهقون الذين لا يمارسون نشاطاً جنسياً. ضغوطاً جسيمة من أصدقائهم. ووسائل الإعلام، وآخرين لـ “الانضمام إلى الأكثرية”. وغالباً ما تضطر الفتيات اللواتي تصرحن بأنهن عذارى إلى الشعور بأنهم غير ناضجات ولسن كالفتيات الأخريات.
الضغوط التي يمارسها أصدقاء الفرد عليه هي بمثابة ابتزاز أخلاقي، تستخدمه جماعة من الناس لتجعل الآخرين يسلكون بانسجام وانطباق وفق ما تقبله أو ترفضه الجماعة.
• المشروبات الكحولية والمخدرات:
يسرع تناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات من عملية الممارسة الجنسية لدى الكثيرين من المراهقين. وقال أحد الباحثين عن العلاقة بين تعاطي المخدرات والممارسة الجنسية لدى المراهقين ما يلي:
لعل أكثر ما يلفت النظر هو الارتباط الوثيق بين تناول المشربات المسكرة وفقدان العذرية. فقد وجد الذين أجروا المقابلات بأن هناك ارتباطاً كبيراً بين تعاطي المشروبات الكحولية وأول اتصال جنسي يجربه المراهقون: لأن المشروبات الكحولية تحوز على قبول كبير من المجتمع. وتنطبق هذه الحقيقة الذي لم يتم التخطيط له. ويصاب الأولاد أحياناً بالصدمة بعد الاتصال الجنسي. (اعتقد صبي عمره 13 سنة أنه كان يمازح صديقته عندما فقد عذريته بعد أن أسرفت صديقته في تناول الخمر الذي حصلت عليه من خزانة المشروبات الكحولية بوالديها. قال ذلك الصبي: “وهكذا أصبحنا سكارى وتمادينا في علاقتنا”) ولكن الفتيات أيضاَ التي تبلغ الخامسة عشرة من مدينة نيويورك والتي لم يسبق لها أن خرجت في موعد مع شاب آخر: “أقمت حفلة في بيتي لأن والدتي تغادر البيت خلال عطلة الأسبوع. وحضر الحفلة جميع أصدقائنا. وفي تلك الليلة نام أربعة أو خمسة منهم في المنزل. وكنت أنا وصديقي سكارى فاستلقينا في الفراس وتمادينا في علاقتنا. لا أعتقد أن صديقي قام بالخطوة الأولى لأني متأكدة أنني كنت أنا البادئة.
• الرغبة بإنجاب الأطفال:
مع أن أكثر الفتيات ترغبن بشتى الوسائل أن تتجنبن الحمل، فإن بعض المراهقات يصبحن نشيطات جنسياً بدافع الرغبة في إنجاب الأطفال. وقد تكون لدى الفتاة نظرة سلبية تجاه نفسها وتشعر أنها غير محبوبة، لدرجة أنها تحاول أن تنجب طفلاً عن قصد وتصميم ليكون لديهم طفل تحبه ويبادلها نفس المحبة. وقد تعتبر الفتاة إنجاب الأطفال بمثابة “إعلان الاستقلال” عن والديها. أو “شارة النضوج” بين أصدقائها. أو إنه وسيلة لإقناع أحد الشباب بالزواج منها أو حتى إنه وسيلة للانتقام من والديها أو صديق سابق لها.
عواقب الجنس ما قبل الزواج
عواقب الجنس ما قبل الزواج كثيرة وخطيرة. تشمل العواقب الجسدية ما يلي:
– فقدان العذرية
– زواجاً قسرياً
– حملاً غير مرغوب به
– الإجهاض
– طفلاً غير شرعي
– الأمراض التي تنتقل جنسياً
وبالإضافة إلى هذه العواقب الجسدية هناك المشكلات النفسية المدمرة، والمشكلات التي تهدد العلاقات مع الآخرين، والتي غالباً ما تترافق مع الجنس ما قبل الزواج أو تتبعه. وتشمل هذا المشكلات الشعور بالذنب، والقلق العاطفي، والعلاقات المحطمة، وكراهية الذات، والإدمان الجنسي، والقيود الروحية.
• الشعور بالذنب:
ماذا يؤدي الجنس ما قبل الزواج –مثل أي شكل من أشكال الأعمال اللاأخلاقية وعصيان وصايا الله- إلى الشعور بالذنب. وذكر أحد الأبحاث الذي أجرى على تلاميذ الجامعة أن 60% تقريباً من الذين مارسوا الجنس خارج الزواج قالوا إنه أحدث فيهم “شعوراً رهيباً بالذنب”.
وقدمت إحدى النساء هذه الشهادة: “تماديت في علاقتي الجنسية مع خطيبي حيث أقنعنا أنفسنا بأن الجنس خارج الزواج أمر مقبول لأننا مخطوبان. ولكن الروح القدس بكّتني وأقنعني أنني على خطأ. شعرت بالذنب بطريقة لا تصدق”
• القلق العاطفي:
إن العواقب العاطفية للأعمال الجنسية اللاأخلاقية لا تقاس. شرحت إحدى المراهقات عواقب الممارسة الجنسية بالكلمات التالية:
“كانت ممارستي الجنسية ما قبل الزواج من أكثر الاختبارات رعباً في حياتي. فأنا لم أحصل على الإشباع العاطفي الذي أوهمني العالم بالحصول عليه. شعرت أن ما بداخلي انكشف للجميع، وأنني أصبحت مكسورة الفؤاد، أنا أعلم أن الله غفر لي هذه الخطيئة المكربة، ولكنني أعرف أيضاً أنني لن أستعيد عذريتي أبداً. وأرتجف رعباً من ذلك اليوم الذي ينبغي فيه أن أخبر الرجل الوحيد الذي أحببته وأتمنى الزواج منه، بأنه ليس الرجل الوحيد في حياتي، مع أنني أتمنى لو كان. لقد لوثت حياتي بلطخة لن تمحى”.
ووصفت فتاة أخرى ما حدث معها كالتالي:
“بعد ممارستي الجنس مع شاب، شعرت بأنني ارتبطت به ارتباطاً حقيقياً وشعرت بأنه أصبح الكل في حياتي، وأن كل ما في داخلي مكشوف أمامه، وعندما انتهت تلك العلاقة شعرت بتأثير العمل البغيض عليّ. لا أستطيع أن أصف ذلك الشعور. وبعد أسبوع من ممارستي الجنس معه قطعت علاقتي به لأنني اكتشفت بأنه يخرج من فتيات أخريات. كانت خبرة مؤلمة للغاية”.
الأعمال الجنسية اللاأخلاقية (إذا كانت قبل الزواج، أو خارجه) تولد الشكوك وخيبة الأمل والحزن والقلق والشعور بالفراغ ومشاعر مدمرة أخرى.
• العلاقات المحطّمة:
بيّن البحث المذكور أعلاه أن 50% من الذكور نسبوا انقطاع العلاقة مع الجنس الآخر إلى الممارسة الجنسية، كما أعطت 26% من الفتيات نفس التقييم.
قال أحد المراهقين: “الجنس يؤذي العلاقة، ويجعل من الصعب على الشخصين أن ينفصلا عن بعضهما البعض”. والجنس ما قبل الزواج يجعل المشاركين فيه يشعرون أنهم وقعوا في مكيدة، ويعيق المحادثة الحميمة، ويزيل الثقة ويجعل أحد الشخصين يشعر بأنه مستغل، وعندما تنقطع العلاقة بين الشخصين يشعر المرء “باختبار عاطفي مدمّر ومروّع”.
• كراهية الذات:
يؤثر الجنس ما قبل الزواج تأثيراً عكسياً على النظرة الذاتية للشخص الذي مارسه. تقول شيرلي سوزمان، أخصائية العلاج الجنسي في مانهاتن. نيويورك: “الممارسة المتكررة للأعمال الجنسية آمر مخيف بالنسبة إلى نظرة الإنسان إلى نفسه.”
تعتبر النظرة المتدنية إلى النفس من أسباب ممارسة الجنس ما قبل الزواج، ومن نتائجه أيضاً. إنّ ممارسة الجنس خارج الزواج يزيد من الألم، وحدّة مشاعر الشك بالنفس، والشعور بعدم الأمان، والخزي والاشمئزاز.
• الإدمان الجنسي:
أظهر البحث المذكور أعلاه أيضاً أن 44% من طلاب الجامعات، و26% من طالبات قالوا إن الاتصال الجنسي قبل الزواج يولد “رغبة عارمة في طلب المزيد.”
عندما يحاول المراهقون النشيطون جنسياً أن يملأوا الفراغ الروحي بالمتعة الجسدية (الذي هو أمر مستحيل) يصبحون فريسة وضحية لمساعيهم الجنسية. فالاهتمام بممارسة الجنس، الذي بدأ كمجرد رغبة، سرعان ما يصبح سيداً يطلب إشباعاً كاملاً بدون أن يكتفي أبداً.
دوّن أحد الشباب خبرته الشخصية كالتالي:
“ابتدأت أدرك أنه كلما حصلت على المزيد طلبت أكثر. وكنت أسمع العذر الذي يقول بأن ممارسة الجنس هي الطريق للتخلص من التوتر الجنسي، ولكن العكس كان صحيحاً، حيث إن ممارسة الجنس زادت من الرغبة به. كان مثل تعاطي المخدر حيث لم أستطع التوقف عن إدمانه، وبنفس الوقت لم أكن أرتوي منه. الأشخاص الذين كنت أعرفهم وأعلم بممارستهم الجنسية غير المشروعة الكاملة كانوا أسوأ مني، فقد كانوا لا يتحدثون ولا يفكرون إلا بالجنس الذي كان مسيطراً عليهم. فهم لم يستطيعوا السيطرة عليه، بل كان مثل نار ملتهبة لا تنطفئ لكنها تحرقهم”.
• القيود الروحية:
إن الجنس هو الوسيلة التي يستخدمها إبليس ليقيد الشباب والشابات روحياً (1بطرس8:5) ويحثهم على المجازفة والسلوك اللذين يعرضانهم للمخاطر جسدياً، وعاطفياً، وروحياً. فالممارسة الجنسية تعيق علاقة الإنسان مع الله، وبعض الأحيان تحضه على التراخي في التزامه الديني.
وعلاوة على هذا فإن الدراسات وضحت العلاقة بين الجنس ما قبل الزواج، وأنواع أخرى من الجنوح والسلوك اللاأخلاقي. والمراهق الذي يمارس نشاطاً جنسياً غير مشروع يكون أكثر عرضة من الناحية الروحية لتجارب أخرى أيضاً.
نظرة الكتاب المقدس للجنس ما قبل الزواج
إذا أردنا أن ننظر إلى الجنس من وجهة نظر الله علينا أن نعود إلى البداية: “وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفساً حية (تكوين 7:2) كان آدم ذروة خطة الله لخليقة: “ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً”. (تكوين 31:1).
ولكن بعد أن خلق الله آدم لاحظ أن شيئاً ما ليس جيداً: “وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره”. (تكوين 18:2) فمع أن خليقة الله كانت جيدة إلا أنها لم تكن كاملة. كان الله قد “خلق الإنسان على صورته” (تكوين 27:1). وهذا ما جعل الإنسان كائناً اجتماعياً لأن الله هو كائن اجتماعي. إن أي إنسان خُلق “على صورة الله” لديه القدرة التي يمنحه إياها الله ليقيم علاقات مع الله ومع الآخرين مثله. فمع أنّ خليقة الله كانت جيدة إلا أنه لم يكن حسناً أن يكون الإنسان وحده.
من الجدير بالاهتمام أن الله لم يحل مشكلة وجود آدم وحده بخلق رجال آخرين مثله. ولكنه بدلاً عن ذلك خلق المرأة: “كانت حواء مثل آدم ولكنها تختلف عنه. كانت من ذات الطبيعة البشرية ولكنها من نوع اجتماعي آخر. كان الرجل والمرأة متساويين، ولكنهما مختلفان. لم تكن وحدتهما تماثلاً ينبع من تشابههما ولكنها كانت وحدة تسمو على الفروقات”. إذن بظهور النوع الثاني، أي حواء، اكتملت خليقة الله.
من الأهمية بمكان أن يشعر الشبيبة بالرضى كونهم ذكوراً وإناثاً، وأن يقبلوا مشاعرهم الجنسية كعطية من الله. قال كاتب المزامير: “أحمدك من أجل أني قد امتزت عجباً”. (مزمور14:139) لذلك يجب أن نشكر الله لأنه خلق لنا أجسادنا بأعضائها ودوافعها الجنسية.
الاستجابة لمشكلة الجنس قبل الزواج
أصغ ، تعاطف ، أكد ، وجه ، أشرك ، حول
يستطيع القائد أن يساعد الشاب أو الشابة علىالتعامل مع نشاطهم الجنسي قبل الزواج بتنفيذ الخطة التالية:
• أصغِ إليه. يكون الشاب الذي تمادى في علاقته الجنسية بأشد الحاجة إلى أُذن صاغية. وربما لن يكون من السهل عليه أو عليها أن يتحدث بحرية عن علاقاته الجنسية، ولذلك يجب أن تركز محاولاتك الأولية على مساعديه على الشعور بالارتياح لوجوده معك. أبدأ الحديث بطرح أسئلة لا تتعلق بالأمور الجنسية بل تشجع الشاب على التحدث عن نفسه، أو عن اهتماماته، قبل التطرق إلى القضايا الجنسية.
• تعاطف معه. كن متيقظاً لانتهاز أية فرصة لتضع نفسك مكانه. حاول أن تتفهم كيف ولماذا أصبح ذلك الشاب يمارس الجنس. وبينما يتحدث الشاب معك تخيّل ما قد تفكّر أو تشعر به أنت لو كنت في ظروف مشابهة. انتهز كل فرصة لتعبّر عن تفهمك لمشاعره. تستطيع أن تفعل هذا بالطرق التالية:
– اجلس أمام الشاب وجهاً لوجه (اترك مكانك وراء المكتب)
– انحن قليلاً إلى الأمام وأنت جالس على الكرسي
– تواصل معه بواسطة العينين. عبّر عن تفهمك لما يقوله بإماءة من رأسك
– كرر بعض العبارات الرئيسية التي ذكرها مثل “أنت تشعر أنك..” ، “أنت تقول أن….”
– انتظر بصبر خلال فترات الصمت أو ذرف الدموع.
• أكد قبولك له. تذكر أن شعور ذلك الشاب بالذنب والحرج قد يكون جارفاً. وقد يشعر بالخجل والعار. أكّد له إذن بأن حياته ثمينة لأنه من أولاد الله. وعبّر له عن سرورك بوجودك معه، وأن بعض نواحي حياته ممتعة وهامة (كن محدداً). كن حريصاً على التعبير عن الأمور التالية بدون إصدار أحكام مسبقة:
– ساعده بدقة وحساسية على الاعتراف والتوبة عن خطايا الماضي، وتأكد أن الروح القدس (وليس أنت) هو الذي يبكته على خطاياه.
– ساعده في الحصول على محبة الله وغفرانه والإقرار بهما.
– أكد له باستمرار قبولك ومحبتك له شفوياً وبوضوح. أرشده ليدرك أن الله يحبه – ويسرّ به – (مزمور19:18) مع أن الله لا يسر بسلوكه.
– اعمل على تعزيز سماته وقدراته الإيجابية (مثلاً: “أنا أقدر حساسيتك الروحية”، أو “أنت ذكرت هذا الأمر بشكل جيد”).
• وجهه إلى الطريق الصحيح. باستطاعة أحد الوالدين، أو المعلم، أو راعي الكنيسة، أو الذي يعمل مع الشبيبة أن يقدم إرشاداً قيماً بكل عناية ورأفة إلى الشاب أو الشابة الذي يتمادى في ممارسة الجنس (مهما تكن درجة التمادي) بثلاث طرق رئيسية:
1- إعطاء الرجاء. يحتاج الشبيبة الذين يمارسون الجنس إلى بداية جديدة. فهم ربما قد فقدوا الأمل نهائياً بقدرتهم على أن يعيشوا حياة العفة ثانية. ولكن جريمة واحدة لا تحكم على الشخص بأنه يعيش حياة الإجرام. إذن، شجّع الشاب أو الشابة على بدء حياة جديدة. يستطيع الله بمحبته وقوته أن يُعيد عذرية ذلك الشخص روحياً. تقول الآية في 1يوحنا9:1 إن الله “يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم”.
2- تقديم الإرشاد. قدم الإرشاد إلى الشاب أو الشابة بمحبة ولكن بحزم، وساعده على أن يدرك ويقرّ بمعايير الله بالنسبة إلى الشؤون الجنسية، وتحدث معه عن محتويات هذا الفصل من الكتاب المقدس، وتأكد أنه أدرك ما يتوقعه الله منه.
3- تقديم الدعم. دع ذلك الشاب يعرف أنك مستعد للإصغاء إليه، والتحدث معه، ومشاركته البكاء، واحتمال همومه، والصلاة من أجله، واحتمال الألم عنه، ومساعدته، والتخطيط معه في جهوده الرامية إلى تمجيد الله في جسده.
• أشركه في التنفيذ. اعمل على إشراك الشاب أو الشابة بتبادل الأفكار والطرق الكفيلة بوضع الخطط التي تضمن نمط حياة عفيفة في المستقبل. وقد تشمل هذه الخطط ما يلي:
1- الاتكال على الله. لا يمكن تحقيق الغلبة بدون الله. (يوحنا 5:15) أرشد الشاب أو الشابة، وساعده على البدء في تنمية علاقته الشخصية مع الله والمحافظة على استمرايتها من خلال الصلاة المشتركة، والعبادة، وقراءة الكتاب المقدس.
2- وضع معايير مسبقة. شجّع الشاب أو الشابة على قبول موعده التالي مع الجنس الآخر. اعمل على حثّه ليذكر لك مدى تماديه أثناء خروجه في موعد التالي. ثم اطلب منه أن يتحدث عن هذه المعايير مع الفتاة التي سيخرج معها.
3- وضع أهداف للمواعيد. ساعد الشاب أو الشابة على التفكير بسلوكه أثناء خروجه في موعد مع شخص آخر، وبما يرغب بإنجازه أثناء ذلك الموعد (تشمل بعض الأهداف: “أن تشعر الفتاة بتقديري لها”، و “أن أعرف ما الذي يضحك الفتاة التي مي أو يجعلها تبكي”.)
4- وضع خطط محددة. شدّد على أهمية معرفة المكان الذي سيذهب إليه أثناء الموعد، وما سيفعله أيضاً. من السهل جداً أن يتجنب الشاب أو الشابة المشاكل والتجارب أثناء الموعد عندما يخططان لقضاء أوقات مرحة مبدعة.
5- الخروج في موعد مع الشخص الذي له نفس قناعاتك. حاول بدقة وحذاقة أن تُرشد الشاب أو الشابة لإدراك أهمية الخروج في موعد مع شخص له نفس القناعات والمعايير الأخلاقية، والإيمان والأهداف التي كلها ستكون سنداً له.
6- تجنّب الوحدة. حاول أن ترشد الشاب لإدراك أنّ إحدى الوسائل الرئيسية لمواجهة التجارب هي الابتعاد عن الحالات الخطيرة. بعض الطرق التي تساعد على تجنب المخاطر هي المواعيد الجماعية وفي الأمكنة العامة المضاءة.
7- التفكير في التوقف عن المواعيد. عندما يجد الشباب والشابات أنفسهم بعض المرات غير قادرين على كسر عادة تشمل ممارسة الجنس، فإن أفضل طريقة للخلاص من هذه الممارسة هي التوقف عن الخروج بمواعيد لوقت معين، ريثما تنمو قناعاتهم التي تكسبهم النضج الروحي والعاطفي، الذي بدوره يحدّ من هذه الممارسات.
• حوّله إلى أخصائي. من الأهمية بمكان أن يقدم شخص بالغ التشجيع والإرشاد إلى شخص من نفس الجنس، وبالأخص في الأمور الجنسية، وذلك لأن تقديم التشجيع إلى شخص من الجنس الآخر عملية خطيرة بالنسبة للبالغ وللشابة. ولهذا السبب من الحكمة أن يقدم ذكر الإرشاد لذكر وأن تقدم أنثى الإرشاد إلى أنثى. (انظر تيطس1:2-8) وإذا بدا واضحاً في أي وقت من الأوقات أن الشخص يعاني من مشكلات جنسية حادة أكثر مما يستطيع راعي الكنيسة، أو أحد الوالدين، أو المعلم، أو مرشد الشبيبة أن يعالجها بفاعلية، ينبغي عندها إحالة ذلك الشخص إلى أخصائي مؤمن في علم الإرشاد.