ترهّب القدّيس زينون وتتلمَذ للقدّيس سلوان، أحد كبار شيوخ الإسقيط. من أوّل رهبانيّته اعتاد ألاّ يقبل من أحد عطيّة. وإذ كان زائروه ينصرفون عنه حزانى لأنّه لم يشأ أن يأخذ شيئًا من بعضهم ولا يعطي الآخر بركة قرّر أن يقبل من ما يأتونه به ليعطيه للذين كانوا يطلبون بركة. هكذا بلَغ الراحة وأرضى كلّ الذين قدّموا إليه هبات.
ذات يوم، فيما كان يمشي في فلسطين، تعِب وجلس بقرب نبتة خيار، وإذ أوحى إليه فكره بأن يتناول ثمرة من ثمار النبتة قال لنفسه: “السُرّاق يأخذونهم إلى العذاب. أبإمكانك أن تتحمّل العذاب؟”. قال هذا وانتصب واقفًا خمسة أيّام متواصلة تحت الشمس المحرقة. فلمّا احترق كلّه قال: “بما أنّك لا تقدر أن تحتمل العقاب فلا تسرق ولا تأكل”.
مرّة أخرى قال: “من أراد أن يسمع الله صلاته سريعًا كان عليه، قبل كلّ شيء، متى نهض ليخاطب الله، أن يصلّي من كلّ قلبه من أجل أعدائه، إذ ذاك يُصغي الله إلى كلّ ما يطلب”.
بعدما اقتنى بنسكه والتخلّي الكامل عن مشيئته الذاتية نعمة إتيان الآيات والعجائب وطرد الشياطين، رقد بسلام في الربّ عن عمر بلغ الثانية والستين.