“ماذا أفعل يا رب “. استسلم المارد الجبّار، أذعن الذي ألقى المسيحيين في السجون وَقبِلَ بما يأمره به الرب . “إني مُرسلك إلى بلاد بعيدة “.
بهذه الكلمات صنع يسوع من بولس رسولاً للأمم. فهِم بولس دعوته أنها جاءت من يسوع بالذات، ميزُته أنه لم يُرسَل من قِبَلِ بشر . قام بعددٍ من رحلاته التبشيرية ، وكتب رسائل عديدة أصبحت جزءاً من الكتاب الم قدس. رحلته الأخيرة بدأت من فلسطين حيث ُقيِّد بالسلاسل متوجهاً إلى رومية لشهد ويستشهد فيها، وكتب أثناء ذلك رسائل كثيرة. تعرض بولس خلال هذه الرحلات إلى الاضطهادات والمصاعب والمشقات، عانى من الجلدات والضرب بالعصي والرجم . عرف بولس ضعفه وعدم قدرته على تحملّ كل ذلك، فكانت كلمات يسوع تشدده : “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل “. إن البشارة التي أذاعها في كل المسكونة، وجميع الأعمال التي قام بها هي عمل يسوع في بولس.
يبقى سؤال : لماذا عيدهما في يوم واحد وهما على ما هما عليه من القداسة والبشارة المسيحية ؟
نعيّد لهما معاً لأن التقليد الكنسي يذكر أنهما استشهدا معاً في ٢٩ /حزيران سنة ٦٥ م في روما .
بطرس وبولس هامتا الرسل تظهرهما الأيقونة التراثية متعانقين، والأيقونات في عهد لاحق تجعلهما حاملي الكنيسة، فترمز بذلك إلى أن تعليمهما كان أساساً ومرتكزاً لها. عيد القديسين بطرس وبولس هو عيدنا في هذه الديار المشرقية لأنهما مؤسسي كنيستنا وكرسينا الأنطاكي المقدس واتخذتهما شفيعين لها.