القدّيس البار ميخائيل ماليينوس الكبّادوكيّ (+ القرن العاشر الميلاديّ)

mjoa Friday July 12, 2024 225
Gabrielوُلد القدّيس ميخائيل في العام 894م في خرسيانون في بلاد الكبادوك. كان من عائلة ماليينوس الشهيرة المقتدرة التي أعطت الإمبراطوريّة قادة عسكريّين ورجال دولة وتربطها بالعائلة الملكيّة صلة قرابة. بقي والداه بلا عقب زمنًا طويلاً وقد حظيا به إثر رؤية لوالدة الإله. اسمه في المعمودية كان مانوئيل، لمّا كان في القسطنطينية مع أبيه، حضَر جنازة قريبه فاعتبر أنّ المجد والكرامات الأرضيّة باطلة، واجتاحته رغبة في الحياة الرهبانيّة، فرّ من منزل أبوَيه وجاء إلى قرية عند أسفل جبل في بيثينيا إلى شيخ اسمه يوحنّا، وطلب إليه أن يقبَله مع تلاميذه دون أن يعلن عن هويته الحقيقيّة، ألبسه الثوب الرهبانيّ وأعطاه اسم ميخائيل، ولمّا عرف أبوه بمكانه قصده حتّى يُرجعه إلى البيت لكنّه فشل بذلك.
في الدير فُرِزَ القدّيس لخدمة الموائد فأبدى طاعة وتواضعًا فائقَين في خدمة الإخوة. بعد سنتين من الجهاد المبارك أخذ النذور الرهبانيّة. لمّا رقد أبوه، عمدت أمّه إلى اقتبال الحياة الرهبانيّة فيما تزوّجت أخته لتصير أمّ الإمبراطور نيقيفوروس فوقاس. أمّا ميخائيل فاقتسم الميراث وأخوه قسطنطين وسلّمه إلى أبيه الروحيّ الذي وزّع نصفه حسنات واستعمل الباقي لتوسيع الدير. نال بعد ذلك البركة ليخلد إلى السكون فنسك على صخرة قريبة من الدير في العام 918م. كان يمضي خمسة أيّام من الأسبوع على الصخرة ويعود إلى الدير يومَي السبت والأحد. بعد أربع سنوات دخل إلى البرّية الداخليّة وأقام هناك سنتين في إمساك شديد لا يتناول من الطعام إلاّ الخبز الجاف الذي كان يأتيه به أحد القرويّين. ومن هناك انتقل إلى ناحية بروسياس، وذاعت شهرته فجرى إليه العديدون يرومون اتّباع سيرته. لم يشأ أن يقبلهم أوّل الأمر لكنّه ما لبث أن أذعن لمشيئة الله. وفي فترة وجيزة انضمّ إليه أكثر من خمسين راهبًا سلكوا في السيرة الهدوئيّة. ساسَ ميخائيل إخوته كموسى جديد وهذا جعل عدد الرّهبان يزداد بسرعة كبيرة.
خلال السنوات الخمسين من سعي القدّيس ميخائيل الرهبانيّ لم يغيّر قانونه النسكيّ البتّة. كان دائمًا ممتدًّا إلى الأمام. كان يبقى خمسة أيّام في الأسبوع لا يتناول أيّ طعام، ولمّا دنت آخرته جعل صومَه يمتدّ إلى اثني عشر يومًا خلال فترة الصوم الكبير. رقد بسلام في الربّ في العام 961م.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share