القدّيس أركاديوس وُلد في قبرص، في قرية مالاندرا القريبة من بافوس. نما في التّقوى ومحبّة الصلاة. وفيما اعتزل أخوه القدّيس ثيوزيبيوس في الجبل ليرعى القطعان، أُرسِل هو إلى القسطنطينيّة ليتابع دروسه. إثر عودته إلى وطنه، بعدما ذاق بطلان معارف هذا العالم، مالَت نفسه إلى الإلهيّات فذهَب واختبأ في الجبال والكهوف وثقوب الأرض ليثابر، دون تشتّت، في الصلاة وتأمّل الكتب المقدّسة. وقد نال نعمة عظيمة، رغم ميله إلى التواري فإنّ كثيرين قصَدوه ليتعزّوا لديه من ضيقاتهم ويتزوّدوا بتعاليمه الروحيّة. لمّا رقَد أسقف أرسينوي، المدعوّ نيقون، خلَفه أركاديوس فصار الكلّ للكلّ ورعى شعبه بنعمة الله. جرَت عجائب على يديه وكلام النعمة على شفتَيه. جمَع في رعايته الوداعة إلى الرّصانة. رقد في الربّ ورعى ديرًا تأسّس باسمه سنين طويلة. كتَب سيرتَه القدّيس نيوفيطوس الحبيس المعيّد له في 24 كانون الثاني.