كان القدّيس مودستوس راهبًا، اختير رئيسًا لدير القدّيس ثيودوسيوس. في ذلك الزمان غزا خسرو الثاني الفارسيّ الارض المقدّسة، فنَهَب أورشليم وقلَبَ كنائسها وأحرَقَها وبطَش بأهلِها وسبى ذوي الحرف مِن بنيها واستاق أسقفها زخريّا أسيرًا واستولى على عود الصليب، ولم يغادرها إلّا خرابًا وبقيّة أهلها شُرّدوا. وشاء التدبير الإلهيّ أن يحلّ مودستوس محلّ أسقف المدينة وكيلًا، فكانت له بركة إعادة جمع الشمل وإصلاح الكنائس واحتضان المضنوكين فيها. رمّم كنيسة القيامة المهدودة وأعاد تكريس ما دنّسه الفرس، كما دفَن الآباء القدّيسين الذين طالتهم سيوف الغزاة في دير القدّيس سابا. كابَد الكثير لكنّه نجح بنعمة ربّه ومؤازرة القدّيس يوحنا الرّحيم، بطريرك الإسكندريّة. وإليه يعود الفضل في تعميد الشهيد أناستاسيوس الفارسيّ المعيّد له في 22 كانون الثاني. بعد وفاة أسقف أورشليم زخريا، تسلّم رسميًّا كرسيّها، وبقي فيها حتّى رقاده في العام 634م.