الأخ كوستي بندلي، المربّي والمرشد والمفكّر الأرثوذكسيّ، كان موضوع الندوة التي نظّمتها، يوم أمس الخميس، الأمانة العامّة للحركـة بالاشتراك مع قسم علم النفس في كليّة الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اليسوعية تحت عنوان “حوار مع فرويد”. هدفت الندوة للاضاءة على فكر الأخ كوستي الايمانيّ والعلميّ من خلال سلسلة الكتب الخمس الصادرة له مؤخّراً باللغة الفرنسية.
عُقدت الندوة السادسة والنصف مساءً في مبنى العلوم الانسانية في الجامعة وشارك فيها، رغم الظروف الأمنية الصعبة، مائة وخمسة وثمانون شخصاً منهم عددٌ من الآباء، عميد كليّة الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اليسوعية الدكتور جرجورة حردان، الأمين العام للحركة رينه أنطون، الأمناء العامّين السابقين ريمون رزق، شفيق حيدر وطوني خوري، رؤساء مراكز حركيّة وأعضاء أمانة عامّة، أساتذة وطلاب جامعيّين ومدعوّين وحشدٌ من حركييّ مركزّي جبل لبنان وبيروت وفرع الميناء في مركز طرابلس.
بدايةً ترحيب وتقديم للأخ البروفوسّور نقولا لوقا الذي ذكّر بهمّ الدكتور كوستي الأساس الذي هو الانسان وبنائه في الايمان مُضيئاً على سعيّ الأخ كوستي، عبر العشرات من مؤلّفاته، إلى جعل العلم في خدمة الايمان. كما أشار الأخ نقولا إلى مساهمات الأخ كوستي الارشاديّة المُثمرة.
تجدون مقدمة الأخ نقولا لوقا هنا
بعدها شهادة للمطران جورج خضر، تلاها نيابةً عنه الأب يونس يونس بسبب وعكة صحّية ألّمت بسيادته إضطّرته الى الغياب. رأى المطران جورج أن كوستي بندلي، الذي ارتفع عموداً في بنيان الحركة الذي شيّده الروح، كان يعرف أن العلم في الملكوت سيُبطل وأن المحبّة تبقى الى الأبد. لذلك سكبها في التدريس، ورآها طلابه فيه، ورضع مرعيّوه حياته بقوله الحياة بتعبير أكاديميّ أو إنجيليّ. وإذ لحظ سيادته أن المسيح هو وحده مصدر فكر بندلي ومداه ولا يُضاف عليه شيء، ختم بالقول “طوبى للذين عايشوه هؤلاء الذين عرفوا أن قلبه ولسانه وقلمه واحد”.
بامكانكم قراءة كلمة المطران جورج خضر كاملة من هنا
ثمّ إلى مداخلة البروفوسّور منير شمعون باللغة الفرنسية مرفقة بخلاصة بالعربية. رأى البروفوسّور شمعون أن بندلي، مُحاور فرويد، مؤمنٌ مُلتزم وعالم كبير أنجز عملاً مُبدعاً جبّار كأطروحة الدكتوراه التي ناقشها عام 1981، وأن مُبتغاه أن يتحرّر الانسان من نفسه ليعي آفاق النعمة الالهيّة فيذوب بسلطان الله ويسمو متعال الى اللامنظور وإلى الاشعاع. وانطلق الدكتور شمعون، في قراءته العلمية لفكر الأخ كوستي، من تواضعه ونقاوة نفسه وتعبيره، ودقّة تحاليله وموضوعيته الصارمة، وشمولية مقاربته للمواضيع، وصدق نظرياته وبراهينه وانفتاحُ ما يدعو إليه نحو الروحانية الثابتة والآفاق الواسعة.
بامكانكم قراءة كلمة البروفوسّور منير شمعون من هنا
البروفسّور نجيب جهشان قارب “الله والانسان في فكر بندلي”. لاحظ الدكتور جهشان أن بندليّ، عالم النفس، إنطلق في أطروحته وكُتبه، موضوع الندوة، من الوجود الانسانيّ الباكر والبدائيّ غير المُدرك لله، ليصير وجوداً واعياً يستشّف الله ويحلّ الله فيه. وأشار الى أن الدكتور كوستي يُبرهن، مطوّلاً، في كتبه بأن الايمان هو جزءٌ من الرغبة الصحيحة لدى الانسان وتعبير لها وبرهان لصدقيّتها. ورأى أن كوستي بندلي يؤمن بأن النفس الانسانية، المُتجدّدة بروح الطفولة،تستقبل بكلّ وعي وتصميم الذات الالهية التي تتجلّى، بكلّ بهائها، في المسيح المُتجسّد.
أخيراً الى مُداخلة الدكتور أديب صعب الذي رأى أن الوفاء الأهمّ لفكر بندلي، هو في تأسيس مذهب فكريّ بندليّ في علم النفس يعتمد عمق التحليل لدى الدكتور بندلي وبساطة التعبير في آن. ودعا الى اعتماد كُتبه، التي أغنت المكتبة العربية والفرنكوفونية، كمراجع دراسية في الجامعات ومعاهد اللاهوت.