القدّيس بروخوروس
وحدث نتيجة الصراع بين الأمراء أن الملح صار قليلً في الأرض الروسيّة ، والموجود احتكره التجذار ورفعوا سعره، إذ ذاك طاف بروخوروس على الرهبان وأخذ منهم كلّ ما عندهم من الرماد وبالصلاة حوذل الربّ الرماد إلى الملح فكان لحاجة الرهبان ثم صار بركة يتهافت عليها الناس، واعطى الكل ما يحتاجون، هذا أثار غضب التجّار فتقلوا إستياءهم إلى الأمير الذي لجشعه احتكر الملح دون التجّلر ليصيب ما طاب له من الربح. فبعث بمن صادر الملح الذي كان بحوزة القدّيس، فلمّا وصل إليه تحوّل إلى رماد فألقاه خارجًا أثناء الليل. أمّا النالس فاستمرّوا يتدفقون على القدذيس طلبًا للملح، فكان يقول لهم إذهبوا إلى دار الأمير ومتى لاحظتم أنّه يلقي بالرماد خارجًا التقطوه فإنّه يصير لكم ملحًا. ففعلوا كما أوعز إليهم وجرى كما قال لهم، فلما درى الأمير بالأمر تعجّب جدًا وتاب عن عيّه وصار يوقّر الرهبان والقدّيس توقيرًا كبيرًا. وأخذ على عاتقه أن يدفن قدذيس الله بنفسه إذا ما رقد قبله. وطلب أن يواريه القدّيس الثرى إذا ما كان هو السبّاق.
سلك القدّيس في النقاوة بريئًا من العيب سنين طوالاً وكان مرضيًا لله. فلما مرض مرضًا شديدًا عرف أن نهاية رحلته على الأرض وشيكة. كان الأمير يومها في إحدى حملاته العسكريّة، فبعث إليه القدّيس يدعوه إلى إتمام نذره وإلا ما أصاب نجاحًا. فصرف عسكره بسرعة وجاء إلى القدّيس. فلما وصل إليه وعظه القدّيس عن الرأفة والدينونة الآتية والحياة الأبدية والعذاب الأبديّ. وبعدما استكمل الكلام أعطى الجميع البركة وقبّلهم ورفع يديه وأسلم الروح. فحمله الأمير على كتفه ودفنه في الكهوف كما وعد. مذ ذاك سلك الأمير باستقامة وتغيّر حال الرعية وحقّق انتصارات جمّة على أعدائه.
القدّيس الشهيد في الكهنة خرالمبوس (القرن 3 م)
الطروبارية
لقد ظهرت أيها الحكيم خارالمبس مثل عمود لكنيسة المسيح غير متزعزع، ومصباح للمسكونة دائم الإنارة، وتلألأت في العالم بواسطة الاستشهاد، فأزلت ظلمة العبادة الوثنيّة أيّها المغبوط فلذلك تشفع بدالة إلى المسيح في خلاصنا.