القدّيس زكريا
القدّيس زكريا من البتراء في البليوبونيز. مهنته كانت بيع الفراء، كان مسيحيًّا لسبب لا نعرفه اقتبل الإسلام لكنّه احتفظ بكتاب: “خلاص الخطاة”، إعتاد قراءته، وكان كلّما قرأه يبكي بكاءً مرًّا ويصلّي للربّ يسوع لكي يريه طريق التوبة. أخيرًا عذّبه ضميره فوق الطاقة فذهب لإلى أحد الكهنة الفاضلين واعترف لديه بالخيانة التي اقترفها ثم أبدى رغبة بالمجاهرة بإيمانه بالمسيح أمام الأتراك. نصحه الكاهن بالتروّي والإعتزال أربعين يومًا في صوم وصلاة تمحيصًا لعزمه. عمل بنصيحته، لم يتحمّل أكثر من خمسة وعشرين يومًا أخذ في نهايتها بركة الكاهن وخرج ليشهد. وقف أمام القاضي بكلّ هدوء وأعلن عن إرتداده إلى المسيحيّة، ثم ردّ عمامته البيضاء الإسلاميّة حاول القاضي إقناعهبالحسنى فلم يقتنع فلجأ إلى التهديد فلم ينتفع. سلّمه إلى الحاكم فألقاه في السجن. صار يُضرب بالسياط ثلاث مرّات كلّ يوم. صلاة واحدة رافقته في آلامه: ربيّ يسوع المسيح، إرحمني! في إحدى الليالي، جعل الجلاّد ساقيه في الملزمة وشدّهما إلى أن تكسّرا ثم تركه ومضى ليتناول طعام العشاء. في تلك الأثناء أسلم القدّيس الروح. للحال انبعثت في المكان رائحة الطيب. عاد الجنود في اليوم التالي فألفوه قد مات فأخذوه وألقوه في بئر ليحرموا المسيحيين من بركة إكرامه.
الطروباريّة
بانت سيرتُك إلفَ الملائكْ، صرتَ للنُّفوسْ طبيبًا حاذق، يا أبا الرهبانِ إفتيميوسَ الكبير.
فأنتَ تشفعُ للرَّبِّ بلا انقطاعْ، بالمجاهدينَ صومًا صلاةً باتِّضاعْ. فيا أبانا البار توسَّلْ إلَى المسيح، أن يمنحَ الجميعَ الرَّحمة العظمى.