القدّيس بروكوبيوس المتباله الذي من فياتكا (1627م)
القدّيس بركوبيوس فلاّح ابن فلاّح، رغب إليه ذووه أن يتزوج فلم يشأ، إدّعى الجنون، وقضى نصف أيامه عار يطوف الشوارع دون مأوى، ينام حيث تيسّر له.
كان يحفظ الصمت الكامل ولا يكلّم أحدًا إلا بالإشارة، فقط عندما كان يذهب إلى أبيه الروحيّ كان يتكلم بتعقّل. كلما كان الناس يعطيه ثوبًا كان يلبسه قليلاً ثم يتصدّق به على الفقراء. اعتاد أن يزور المرضى، فمن عرف بروحه أنّه سيُشفى كان يشعل له سريره ومن عرف أن الموت نصيبه كان يلفّه بالأغطية كما ليكفنّه.
صدرت عنه أكثر من نبوءة بين المزح والجدّ. فقط لمّا كانت نبوءاته تتحقذق كان الناس يتساءلون وينحيّرون وبعضهم يوقّرون .
أمضى ثلاثين سنة في التباله لأجل المسيح، رقد بسلام في الربّ سنة 1627 بعدما تنبأ بساعة موته.