القدّيس توما الحمصيّ
كان القدّيس توما راهبًا في أحد الأديرة القريبة من حمص، على بعد أرلعة كيلومترات منها إلى الجهة الشمالية الغربيّة. كان رسول الدير إلى مدينة انطاكية يقضي حاجاته ويجمع ما له من محاصيل فيها. اعتاد أن يتردّد على أحدى الكنائس لتحصيل ما لديره عليها. وكان هناك مدبّر للكنيسة اسمه أناستاسيوس، فحدث مرّة أن ضاق أناستاسيوس بتوما الراهب ذرعًا فصفعه أمام الحاضرين فاستهجن الجميع ما فعله، فهدّأهم توما قائلاً: “لن يصفع أناستاسيوس أحدًا بعد اليوم ولا أنا سأتلقى صفعة”. في اليوم التالي مات أناستاسيوس وقفل توما عائدًا إلى ديره. الطاعون يومها كان متفشّيًا في تلك الناحية. فما أن وصل توما إلى دفني التي هي ضاحية انطاكية، حتّى أصابه المرض فمات ودفن في مقبرة للغرباء باعتبار أنّه غريب عن المدينة، وفي اليوم جيء بجثة امرأة وألقين فوق جثة توما، ولمّا عاد حفّارو القبور في اليوم التالي وجدوا جثة المرأة خارج القبر، فتساءلوا عن السبب وبقي الأمر لغزًا، لكنهم وضعوا الجثة في مقبرة أخرى. ثم بعد أيام جيء بجثة امرأة أخرى وألقيت فوق جثة توما فلفظتها المقبرة خارجها. إذ ذاك أدرك العمّال أن توما الراهب لم يكن ليقبل أن تدفن فوقه امرأة. وللحال أنفذوا الخبر إلى بطريرك انطاكية فجاء ورافقه كهنة وشمامسة ورفعوا جسد توما بكلّ إكرام وساروا به إلى مدفن انطاكية الكائن على طريق دفني، وكان هذا هو المدفن الكبير الذي جرى وضع القدّيسين والشهداء فيه منهم القدّيس أغناطيوس الإنطاكي. وحالما انتهت مراسم الدفن توقّف الطاعون. فقال البطريرك أن توما كان رجلاً بارًا، لذا أحصي مع القدّيسين وأخذت الكنيسة الإنطاكيذة مذ ذاك تقيم له عيدًا سنويًّا. ومرّت الأيام ولسبب غير معروف سقط ذكره، لذلك لا نعرف تاريخًا محدّدًا لعيده. أمّا الثامن عشر من شهر تشرين الثاني فتاريخ استعرناه من السنكسار اللاتيني ولعله اعتباطي وهذا يعود إلى القرن السادس عشر.
تذكار القدّيس الشهيد أفلاطون (+304 م)
الطروبارية
شهيداك يا ربُّ بجهادهما، نالا منك الإكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين، وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهما أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.