القدّيس البار أكبسيماس القورشي
عاش هذا القدّيس في زمن الأمبراطور ثيودوسيوس. قد أغلق على نفسه في بيت صغير مدّة ستين سنة لا رأى ولا كلّم فيها إنسانًا واحدًا. همّه الأول والأخير خلال هذه الفترة كان حفظ ذهنه من التشتت ابتغاء لمعاينة الله كما هو من دون واسطة صورة أو خيال. حرم نفسه من كلّ تعزية جسديّة كما حمل سلاسل ثقيلة من الحديد.
كان يمد يده من النافذة ليتناول الطعام الواصل إليه، وهو عبارة عن عدس منقوع والماء كان يخرج ليلاً ليأتي به من سبيل في الجوار.
لمّا قرب وقت رحيله عرف في روحه أن أمامه خمسين يومًا ثم يغادر الأرض ففتح بابه للناس. وأتى أسقف المحلّة ورجاه أن يقبل نعمة الكهنوت من حيث هي نعمة الروح القدس، فقبل بالأمر وعاش بعد سيامته كاهنًا بضعة أيام ثم رقد بسلام ودفن بناء لطلبه في المكان الذي عاش فيه.
الطروبارية
شهداؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا،
لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها.
فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.