القدّيس الشهيد لونجينوس قائد المئة (+312م)

mjoa Monday October 16, 2023 438

longinusفي إنجيل متّى، الاصحاح 27، بعد أن أسلَم يسوع الرّوح وانشقّ حجاب الهيكل إلى اثنين والأرض تزلزلت والصخور تشقّقت والقبور تفتّحت وقام كثير من أجساد القدّيسين الرّاقدين، خاف قائد المئة والذين معه، عند الصّليب، خوفًا شديدًا وقالوا: “حقًّا كان هذا ابن الله” (متى 27: 54 ). أمّا تفاصيل ما حصل بعد صلب السيّد فالتّراث يفيد بأنّ لونجينوس واثنين من رفاقه، جرى تكليفهم أيضاً بحراسة القبر، فشهِدوا الأحداث التي سبَقت قيامة السيّد وتلَتها. ولمّا أراد اليهود رشوَتهم ليقولوا أنّ تلاميذ يسوع أتوا ليلًا وسرقوا جثّته، رفضوا ذلك، وقاموا فتركوا الجنديّة وانتقلوا سِرّاً إلى بلاد الكبادوك، مسقط لونجينوس، بعدما اقتبلوا المعموديّة على أيدي الرّسل. وخاف اليهود أن يعمَد لونجينوس إلى نشر أخبار عن يسوع تُسيء إليهم، فحرّضوا بيلاطس عليه فكتب إلى طيباريوس قيصر، فأمر بالبحث عنه هو ورفيقَيه وإعدامهم بتهمة الفرار من الجنديّة. انطلقت كوكبة من الجند إلى بلاد الكبادوك لتنفّذ أمر القيصر دون أن تكون لها أيّة دراية لا بمكان لونجينوس ولا بمواصفاته. وعرَض أن توقّف الجند في بقعة للرّاحة كان لونجينوس مقيماً فيها، فاستضافهم. وأثناء الحديث كشف عمّال قيصر أنّهم في صدد البحث عن قائد المئة الفارّ ذاك ورفيقَيه. فأيقَنَ لونجينوس أنّ ساعة استشهاده قد دنَت. فزاد في إكرام الجنود، ثمّ تركَهم ينامون وأخذ يُعدّ نفسه للموت. وفي صباح اليوم التّالي باكراً ذهب وأخبَر رفيقَيه بما جرى، فاتّفق الثلاثة على كشف هوّيتهم للجنود واقتبال الاستشهاد، وهكذا كان. وقف لونجينوس أمام طالبي نفسِه وقال لهم أنّه هو إيّاه من يبحثون عنه. لم يصدّق الجنود آذانهم أوّل الأمر، ثمّ تحوّل شكّهم إلى دهشة فشعور بالأسى. لكنّ لونجينوس ورفيقَيه أصرّوا على تنفيذ  إرادة القيصر. وبعد أخذ وردّ، قام الجنود فقطعوا هامات الثلاثة وأرسلوا برأس لونجينوس إلى بيلاطس، بناء لطلب هذا الأخير بعدما أصرّ اليهود على أن تُعطى لهم علامة تؤكّد موته. فلمّا استلم اليهود الهامَة وتأكّدوا أنّه هو إيّاه لونجينوس ألقوها في حفرة كانت تُلقى فيها قمامة المدينة. ويشاء التدبير الإلهيّ، حسبما يقول التراث، أن تحجّ امرأة غنيّة من بلاد الكبادوك إلى الأرض المقدّسة برفقة وحيدها للتّبرّك والتماس الشفاء من عمى أصابها. وما أن بلغت المدينة حتى مات ابنها وتركَها وحيدة حزينة لا حول لها ولا قوّة إلّا بالله. وفي تلك اللّيلة بالذّات، ظهَر القدّيس لونجينوس للمرأة في الحُلم فعزّى قلبها ووعدَها بأن تُشفى من عماها وأن ترى ابنها مكلّلاً بالمجد في السّماء، إن هي ذهبت إلى حفرة القمامة خارج المدينة وأخرجت هامَته من هناك. وبالفعل أفاقت المرأة من نومها ونادت مَن دلّها على الحفرة وتركها وحيدة فيها. فأخذت تتلمّس المكان بيدَيها، والقدّيس لونجينوس يقودها، إلى أن وقعت على الجمجمة فانفتَحت عيناها للحال، وشاهدَت، بأمّ العين، وحيدها إلى جانب القدّيس لونجينوس في السماء، فتعزّت تعزية كبيرة. ويُقال أنّها عادت إلى بلادها ومعها هامة القدّيس وجثمان ابنها حيث بنت كنيسة ووضعتهما فيها.

الطروبارية
لمّا شاهدتَ يا لونجينوس شمسَ المجد على الصليب معلّقًا. ولامعًا (مشرقًا) للذين في ظلال الموت، استنرتَ (استضأت) بشعاعاته وجاهدتَ بحسن عبادة. فلذلك أنتَ تخلّص من الأمراض المتنوّعة الهاتفين: المجد لمَن وهبك القوّة، المجد لمَن توّجك، المجد للفاعل بكَ الأشفية للجميع.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share