ولدت القدّيسة في مدينة خلقيدونيا (المدينة الّتي انعقد فيها المجمع المسكوني الرابع في العام 451م). من أبوين ورعين تقيين، أيام الأمبراطور ذيوكليسيانوس.
كان أبوها من الأشراف وأمّها من أكثر الناس حبّاً للفقراء. وما كادت أوفيمية تبلغ العشرين من عمرها حتّى اندلعت موجة اضطهاد جديدة على المسيحيين، هي العاشرة من نوعها في تلك الفترة. حيث دعا حاكم آسيا الصغرى، بريسكوس، بمناسبة عيد الإله آريس، إلى إقامة الاحتفالات وتقديم الذبائح.
ولمّا كانت أوفيمية في عداد مجموعة من المسيحيّين تغيّبت عن الاحتفال وتوارت عن الأنظار، أصدر الحاكم أمراً بالبحث عنها، فألقى عمّاله القبض عليها، ولمّا مثلت هي ومجموعة المسيحيّين أمام الحاكم، سألهم عن سبب عصيان أوامره فكان جواب الجميع أنّهم يقاوموا أوامره إذا كانت ضد إرادة الإله الحقيقيّ يسوع المسيح، فاغتاظ الحاكم وأمر بتعذيبهم. أمّا أوفيمية فلفته جمالها وحاول استمالتها ففشل، عندئذ سلّمها للتعذيب هي أيضًا.
يحكى أن أمرًا عجيبًا كان يحدث كلّما أسلمت قديستنا للتعذيب حيث كان الربّ ينقذها منها، وعاين ذلك جنديّان هما فيكتور وسوستنيس فأعلنا للحال ايمانهما بالربّ، فما كان من الحاكم إلا أن رماهما للوحوش واستشهدا.
إستشهدت القديسة أوفيمية بعد أن أمر الحاكم بإلقائها أمام دبّ، ليلتهمها، عام 304م.
طروباريّة
نعجتُك يا يسوع تصرخ ُنحوَك بصوتٍ عظيم ٍقائلةً:
يا ختني إنّي اشتاق إليك وأجاهد طالبةً إيّاك، وأُصلبُ وأُدفنُ معكَ بمعموديّتك، وأتألّم لأجلكَ حتى أملكَ معكَ،
وأموتُ معكَ لكيْ أحيا بكَ، لكن كذبيحةٍ بلا عيبٍ تقبّل الّتي بشوقٍ قد ذُبحَت لك.
فبشفاعاتِها، بما أنّك رحيم خلّص نفوسَنا.