القديس البار أفتيميوس العجائبي
ولد في مستهل القرن العاشر الميلادي في قرية من قرى تراقيا. ألحقته أمّه بدير في القسطنطينية. فلمع بفضائله، واشتهى الحياة الهدوئية، فاعتزل خارج المدينة. وخاض غمار حرب ضروس ضد قوى الظلمة. وحده الربّ الإله، على مدى أربع سنوات، كان شريك عزلته. لاحظه الأسقف المحليّ وانتبه لفضائله. سامه شماسا رغما عنه، ثم صار أسقفا على ماديتوس. لأربعين سنة، بعد ذلك، استبان راعيا يقظا وموزعا أمينا لنعمة الله. شفى الكثيرين، لا من أدواء النفس وحسب بتوجيهاته، بل من أمراض الجسد أيضا بأشفيته. لما ضربت مجاعة قاسية تلك الأنحاء سنة 989 م، أنفق الأسقف الأموال من دون حساب وتمكّن، بمعونة الله، من جمع ما يكفي من المؤن لإنقاذ مؤمنيه. وصلت شهرته إلى أذني الأمبراطر البيزنطي باسيليوس الثاني الذي أتاه زائرا في أبرشيته، تنبأ له أفتيميوس أنه مزمع أن يتغلب على برداس فوقاس. رقد القدّيس بسلام الرب بعد ذلك بسنوات قليلة، محاطا بخرافه الروحية. على الأثر جرت أشفية كثيرة عند ضريحه. من هناك كانت تنبعث رائحة طيبة.