القدّيس الشهيد موكيوس المقدوني المستشهد في بيزنطية (القرن الثالث – الرابع)
ولد موكيوس في أمفيبوليس المقدونية في كنف عائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء ذات أصل رومي. سيم كاهنا, فأبدى غيرة متّقدة في الكرازة بالإنجيل وحثّ مواطنيه على نبذ عبادة الأوثان. وشى الوثنيّون به للقنصل لاوديكيوس، الذي أرسل فقبض عليه. وقف موكيوس أمام المحكمة كله ثقة بالله، فأثارت جسارته حفيظة لاوديكيوس ، فامر بتمديده على منصة التعذيب. وبدا كأن موكيوس يستمد، من معين غير منظور، قوة جديدة بإزاء ما ينزلونه به.
أمر القنصل بإشعال النار به واستيق إلى هيكل ديونيسيوس، وما إن دخل وتدرّع بعلامة الصليب ودعا باسم الرب يسوع، حتى أطيح بالصنم الأصم فسقط أرضا وتحطم. فألقي موكيوس في السجن. وبعد ذلك بثلاثة أيام ألقي إلى الوحوش، فلحست جراحاته، فطالب الجموع بإطلاق سراحه. فتم إرساله إلى هيراقليا ثم إلى بيزنطية, حيث وقف أمام المحكمة المحلية، وهناك تلقى الحكم عليه بالموت فشكر الله. سأل الصفح عن هذا الشعب وان يأتي إلى معرفة الحقّ. وقد ورد أن أساقفة واروا جسده التراب على مقربة من المدينة. هناك شيّدت كنيسة كبيرة على اسم القدّيس موكيوس أضحت، في وقت من الأوقات، إحدى أبرز كنائس القسطنطينية، كما ألحق بها دير عامر.