استشهد هؤلاء الثلاثة في أيّام الأمبراطور بروبس. جاء طروفيموس وسباتيوس مرّة إلى مدينة أنطاكية وكانا متقدّمَين في السِنّ، فعرفا أنّ الوثنيّين يحتفلون بأحد أعيادهم. وكان أتيكوس، حاكم المدينة، قد عمّم على الناس وجوب حضورهم إلى دفن ليقدّموا الذبائح لأبّولون ويجددّدوا الولاء لقيصر. وجاء إلى الحاكم من وشى بالقادمَيْن، أنّهما لم ينصاعا، فألقى القبض عليهما. اعترفا أنّهما مسيحيّان، فحاول إلزامهما بتقديم الذبائح وإنكار المسيح فامتنعا، فما كان منه سوى أن عذّب سباتيوس حتّى أسلم الروح. وأرسل طروفيموس إلى ديونيسيوس، حاكم فيرجيا، الذي كان مشهوراً بكرهه للمسيحيّين وتفنّنه في تعذيبهم. وفي فيرجيا، لقي طروفيموس عذاباً مرّاً، فكان ديونيسيوس يعذّبه ثمّ يعيده إلى السجن ثمّ يأتي به ثانية، وهكذا دواليك. وكان هناك، في فيرجيا، رجل شيخ اسمه ذوريما مسيحيّ متكتّم. هذا لمّا عرف بما كان يحدث لطروفيموس، صار يأتي إليه في السّجن ويخدمه. ولكن، انتهى الخبر إلى الحاكم، فقبض عليه وأودعه السّجن أيضاً، ثمّ أحاله على التعذيب هو أيضاً. فلقِيَ نصيبه من العذاب. أخيراً عيل صبر الحاكم فأمر برمي الإثنين إلى الوحوش الضارية فلم تمسّهم بأذى، فأخذهما وقطع هامتيهما.
طروباريّة
شهداؤك يا ربّ بجاهدهم نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنّهم أحرزوا قوّتك، فحطّموا المغتصبين وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوّة لها، فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله، خلّص نفوسنا.