القدّيسن الأبرار مكاريوس وسرجيوس وأفجانيوس وثيوفيلوس
كان الثلاثة، سرجيوس وأفجانيوس وثيوفيلوس، نسّاكًا في دير من أديرة بلاد مل بين النهرين. لمّا كانوا أبرارًا ورغبوا في علامة من الله بشأن خلاصهم خرجوا وساروا على شاطىء نهر الفرات إلى أن قادهم الروح إلى مغارة منعزلة. هناك توقفوا وتساءلوا، وإذا برائحة طيب تنبعث من المغارة وشيخ عريان يخرج يخرج إليهم لا يستره غير شعر رأسه ولحيته النازلة إلى ركبتيه. وبعدما تأكّد هذاالشيخ من أن زائريه ليسوا شياطين سجد أمامهم وأدخلهم المغارة وأخبرهم قصته، كان اسمه مكاريوس وهو مواطنًا من روما وابنًا لأحد أعيان المدينة، في شبابه خطب له ذووه غير أنّه في ليلة زفافه خرج سرًّا وأختبأ في بيت أرملة مدّة سبعة أيام، ثم ترك بيت الأرملة وارتحل لا يلوي على شيء إلى أن التقى شيخًا طيبًا نبيلاً وتحدّث إليه فعرض عليه الشيخ أن يتبع فتبعه وبقي معه مدّة ثلاث سنوات. ولمّا وصلا إلى المغارة اختفى الشيخ وبقي مكاريوس وحيدًا.
وفي أحد الأيام يقال أنّه وقع في فخ أبليس وتحرّكت فيه شهوة الجسد، ووقع فريسة للشعور بالذنب، حاول أن يغادر المغارة ليقدّم توبة صالحة لكن الملاك ظهر له وأمره بالعودة إلى المغارة وأن الله من هناك يريد أن يسمع صلاته. فعاد وسلك في نسك شديد، أصوامًا وأسهارًا وصلواتٍ، ولم يشأ أن يتسربل بما يقيه القسوة البرد، وقد أقام على ذلك سنين كثيرة يلتمس استعادة نقاوة القلب ويطلب التأمل في الله.
عند هذا سكت مكاريوس عن الكلام، ثم قام فبارك النساك الثلاثة وأرسلهم بسلام ليرقد بعدها في الربّ مجهولاً إلا من الملائكة والقدّيسين. أمّا الشيوخ الثلاثة فعادوا إلى ديرهم مبنيين متعزين. ويُقال أنّهم خرجوا شبابًا وعادوا شيوخًا.
تذكار الرسول الشهيد في الكهنة يعقوب أخي الربّ
الطروبارية
بما أنك تلميذ للرب تقبَّلت الإنجيل أيها الصديق وبما أنك شهيد فأنت غير مردود، وبما أنك أخٌ للإله فلك الدالة، وبما أنك رئيس كهنة فلك الشفاعة، فابتهل إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.