ضمّت قاعة القديس إغناطيوس في كنيسة الصليب “دمشق” عدد من مسؤولي الإعلام وذلك ضمن ورشة أقامها مركز دمشق تحت عنوان “الدور البشاري للإعلام” بحضور الأب يوحنا التلي.
وجرى خلال الورشة التأكيد على أهمية دور الإعلام في حياتنا اليومية بشكل عام حيث أشارت الأخت ماريشا زهر في محاضرتها حول دور الإعلام وأهميته إلى أنه لم يقتصر دور الإعلام اليوم على نقل الخبر وإيصاله للجمهور فقط بل تقديم الآراء والأفكار والتوجهات المختلفة إلى جانب المعلومات والبيانات من خلال وسائل الإعلام المتنوعة سواء المقروءة أو المسموعة أو حتى المرئية.
ثم أوضحت إلى أن الإعلام أصبح في يومنا هذا هو السمة المميزة للعصر وأصبح تأثيره في حياتنا كبيراً وواضحاً، بحيث لا يستطيع أي شخص أن يتجنبه فإعلامنا اليوم يصنع العقول ويحركها، ويغير اتجاهات الأفراد في المجتمع من خلال توجيههم إلى حيث يشاء، فهو الذي يصنع الأحداث والأخبار، وهذا ما نسميه اليوم بـ”الإعلام الموجّه”.
ومن جهته قدّم الأخ فؤاد مسعد خطوات كتابة الخبر الصحفي من خلال تأكيده على توافر الأسئلة الخمسة فيه ألا وهي “من، ماذا، أين، كيف، لماذا”، إضافة إلى تقديم العناصر المهمة في الخبر وتأخير العناصر الأقل أهمية وتمّت المشاركة العملية من قبل الجميع حول كتابة خبر وفقاً للعناصر المعطاة.
ونوّه الأخ فؤاد إلى أهمية الصورة في الخبر الصحفي على اعتبار أنها في كثير من الاحيان قد تشكل بحدّ ذاتها خبراً صحفياً متكاملاً.
أما بالنسبة لختام الورشة فكانت مع الأب يوحنا التلي الذي أكّد أن منطلق البشارة في الإعلام هو الكرة الأرضية “اذهبوا إلى جميع أمم العالم واكرزوا بالإنجيل”، وهذا الأمر يستدعي تضحيات كثيرة على اعتبار الإعلام وسيلة تنجح بما تقدم من تضحيات، نضحي بفكرنا وبوقتنا حتى تكون العطاءات ناجحة فالإعلام له علاقة بالإيمان.
وأهم حدث في المسيحية كما ذكر الأب يوحنا هو ولادة المسيح حيث وصلت هذه المعلومة من خلال “الرؤية والسمع” فيسوع المسيح هو قلب البشارة وناقلها، فهو يحمل قدرة كبيرة في قوة الكلمة حيث يجعل الخبر ينتقل بسرعة.
وأشار الأب يوحنا أيضاً إلى أسلوب يسوع البشارة كقاعدة في الإعلام حيث اتصف بتبسيط الرسالة ليخاطب كافة شرائح البشر كالأمثال، وأن تكون كلمة البشارة واضحة كي لا يحدث التباس ومعرفة من نخاطب ومتى نتكلم إلى جانب المصداقية في نقل البشارة لنضمن حسن الإصغاء حيث قام أسلوب يسوع البشاري على التواصل مع الناس.
وتحدّث الأب يوحنا عن وسائل الإعلام في زمن الكنيسة الأولى والتي كانت تقوم على بضع كلمات: “يبشّر، ينادي، يشهد، يخبر، يحدّث، يتكلم، يقول، يعرّف، يعلّم”.
