اشتعلت النار في مدينة رومية، زمن نيرون قيصر، على مدى تسعة أيّام، خلال شهر تموز، من العام 64م، فخلال هذه المأساة أتى نيرون إلى رومية وجلس على قمّة برج ينشد منظومة شعرية من تأليفه في موضوع الحريق، واتُّهم هو بأنّه أحرق المدينة ليعيد بنائها أكثر أبّهة، واجَه العالم هذه الطاغية بإزدراء كبير، فلمّا ثقلت وطأته عليه اتّهم المسيحيين بأنّهم هم الذين أشعلوا النيران في رومية، فوجد الوثنيوّن في التهمة فرصة سانحة للتخلّص منهم. قُبض على المسيحيّين وعوملوا كضحايا لغضبة البشرية جمعاء. جُعلوا موضع احتقار الشعوب برمّتهم، وتفنّنوا بكلّ أنواع العذاب في قتلهم حتّى أن نيرون قدّم حديقته مسرحًا لهذا المشهد المريع. وكما يقول أوريجنوس المعلّم كلّ المشيخة والحكّام وشعب رومية وكلّ مدينة قامت يومها على المسيحيين.