المُرشد المسيحيّ

mjoa Wednesday July 13, 2011 189

المُرشد المسيحيّ

حديث أعطاه الأب نقولا مالك في مركز المخيّمات- بشمزّين

مخيّم إعداد مرشدي الطفولة – السّبت 2|7|2011

1- مقدّمة:

ما معنى أن أكونَ مُرشِدًا لِفرقةٍ مِن فِرَقِ الطُّفولة؟

كلمة “مُرشِد” هِيَ صِفَةٌ تُعطى لِمَن الْتَزَم الخِدمةَ الكَنَسِيَّةَ، ضِمنَ إطارِ التّربيةِ الدّينيّةِ، في رعيَّةٍ مِنَ الرّعايا. وهٰذا لا يكونُ إلاّ انطِلاقًا مِن عِشقِهِ للرَّبِّ يَسُوع، وتلبيتِه دعوتَه لأنْ يكونَ رَسُولاً. ولا يكونُ إلاّ عندما يتعهّدُ هٰذا “المُرشِدُ” بتقديمِ نفسِه ذبيحةً على مذبحِ البشارةِ بإنجيلِ المَلَكُوت: يُضحّي بِوَقتِه، بِراحَتِه، بِمَواهِبِه، بِرَغَباتِه، مُكَرِّسًا حياتَهُ لِلخِدمة.

لا يَجُوزُ أن يكونَ مُرشِدًا مَن لا تربطُهُ بالرَّبِّ يَسُوعَ علاقةٌ متينة، ومَن لا يمتلكُ إيمانًا ثابتًا وراسخًا وغيرَ متزعزع. وإلاّ، فإلى أيِّ مكانٍ سيُرشِدُ الأطفالَ الّذينُ في عهدتِه؟ وأيَّ إيمانٍ سَيَنقُلُ إليهِم؟ وأيَّةَ شهادةٍ سيكونُ لَهُم؟ وأيَّةَ قُدوة؟

1- أن نُحِبَّ الرَّبَّ يَسُوع:

لا فضلَ لنا إنْ أحبَبْنا الرَّبَّ يَسوع، لأنَّهُ هُوَ أحبَّنا أوَّلاً: “نحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هُوَ أحبَّنا أَوَّلاً” (1يو 19:4). ونحنُ محتاجُونَ إلى التّجاوُبِ معَ محبَّتِه، إذْ لا خلاصَ لنا إلاّ بِها.

فعلاقَتُنا بالرَّبِّ يَسُوعَ ليسَتْ علاقةً برئيسِ رابطةٍ أو نادٍ أو جمعيَّةٍ نحنُ ننتَسِبُ إلَيها، بل أبعدُوأعمقُ بِكَثير. إنّها علاقةٌ بِمَصدَرِ الحياةِ وعِلَّتِها واستمراريَّتِها: “أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الّذي يَثبُتُ فِيَّ وأنا فيه هٰذا يأتي بِثَمَرٍ كثير. لأنَّكُم بدُوني لا تستطيعونَ أن تفعلوا شيئًا” (يو 5:15).

لقد سألَ الرَّبُّ بُطرسَ، بعد القيامةِ: “أَتُحِبُّني؟” (يو 15:21)، وهٰذا السُّؤالُ مُوَجَّهٌ إليك. فإذا كانَ جوابُكَ “نَعَم”، سيعودُ ويقولُ لكَ: “إرعَ خِرافي”؛ إذْ لا يُمكِنُكَ أن تُحِبَّ الرَّبَّ بَعضَ الحُبِّ، بل عليكَ أن تُكَرِّسَ حياتَكَ لَهُ. ولا يُمكِنُكَ أنْ تحتفظَ بأنانيتِكَ فيما بَعدُ، بل عليكَ أن تَخدِمَ الآخَرِينَ، كما خَدَمَ سَيِّدُكَ.

في لقاءِ يَسُوعَ معَ الشّابِّ الّذي كانَ يحفظُ الوصايا، ويَسعى للوصولِ إلى الحياةِ الأبديّة، نَرىأنَّ يَسُوعَ أحبَّ ذٰلكَ الشّابّ، ولأنَّهُ أحبَّهُ قالَ لَهُ: “واحِدَةٌ تَنقُصُكَ. اِذهَبْ وَبِعْ كُلَّ ما لَكَ وَأَعْطِهِ للمَساكِينِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنزٌ في السَّماء، وَتَعالَ اتْبَعْني” (مر 21:10). إذًا، لِلحُصُولِ على ذٰلكَ الكَنزِ السَّماوِيّ لا بُدَّ من إعطاءِ المسيحِ الحُبَّ كُلَّه. لِذٰلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ أيضًا: “مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَو أُمًّا أَكْثَرَ مِنّي فَلا يَسْتَحِقُّني، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَو بِنتًا أكثرَ منّي فَلا يستحقُّني” (مت 37:10).ومتى أحبَبتَ المسيحَ حُبًّا كاملاً، حِينَئِذٍ يَنكَشِفُ لَكَ الحَقُّ: “إِنْ ثَبَتُّمْ في كَلامي فَبِالحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلامِيذِي، وَتَعرِفُونَ الحَقَّ، وَالحَقُّ يُحَرِّرُكُم” (يو 31:8-32)

2- أن نلتَزِمَ حياةَ الكنيسة:

مَن يُحِبُّ يَرغَبُ في رؤيةِ محبوبِهِ باستمرار، ويَرتاحُ إلى لُقياه والبَقاءِ بِقُربِه. وهٰذا لا يَكُونُ بالمَشاعِرِ وَالخَيال، بَل باللقاءِ والحُضُور. ومعَ الرَّبِّ يَسُوعَ يَكُونُ الأمرُ مِن خلالِ الطُّقُوس. وإلاّ، ما هِيَ الطُّقُوس؟ إذا لَم تَكُنْ فُرَصًا ثمينةً لِمُلاقاةِ الرَّبِّ يَسُوع، فَهِيَ إضاعةٌ لِلوقتِ بِلا طائل. وعَن هٰذه الصّلاةِ الفارغةِ قالَ الرَّبُّ: “إذا صَلَّيتُم، فَلا تُكرِّرُوا الكلامَ باطِلاً كالوَثَنِيِّين، فإنَّهم يظنُّونَ أنَّهُ بِكَثرةِ الكلامِ يُستَجابُ لَهُم” (مت 7:5). في الطُّقُوسِ نحنُ نُلاقِي الرَّبَّ يَسُوعَ مُلاقاةً شهيّةً.. نقفُ في حَضرَتِه، وَنُعايِنُ طَلَّتَهُ البَهِيّة، وَنُسمِعُهُ أناشيدَنا ونَجاوانا. في صَلاةِ الغُروبِ، مَثَلاً، نتأمَّلُ في عظَمَتِهِ كَخالِقٍ؛ وَفي صلاةِ السَّحَرِ، نَتخَشَّعُ أمامَهُ كَدَيّانٍ؛ وَفي القُدّاسِ الإلٰهِيِّ، نُرافِقُهُ في كُلِّ مسيرتِه على هٰذه الأرض، مِن مغارةِ بيتَ لَحم، إلى الخُروجِ لِلبِشارة، إلى الخُروجِ لِلآلام، إلى القِيامة، إلى الصُّعود. وَعَن هٰذه الصَّلاةِ الفَعّالَةِ قالَ الرَّبُّ: “اِسْأَلُوا، تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا، تَجِدُوا. اِقْرَعُوا، يُفْتَحْ لَكُمْ” (مت 7:7). وأيضًا: “إسهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاّ تَدخُلُوا في تَجرِبة” (مت 41:26؛ مر 38:14).

في الصَّلَواتِ المختلفة، نَشعرُ بِيَسُوعَ قُربَنا، وَنُخاطِبُه، وَنُوَطِّدُ علاقتَنا به.

وكما في الصّلاة، كذٰلكَ في سائرِ التّقاليدِ الكنسيّة. فإذا كنّا أعضاءَ في الكنيسة، يَجبُ أن نحترمَ كُلَّ قوانينِها، ونتقيَّدَ بِكُلِّ أصوامِها وتقاليدِها.

3- أن نُطالعَ بِشَكلٍ دائمٍ وَمُنَظَّم:

مَن يُحِبُّ، يَكُونُ شَغُوفًا بِمَعرِفَةِ كُلِّ شيءٍ عَن مَحبُوبِه. وَالمُرشِدُ، مُحِبُّ المسيح، يَجِبُ أن يَكُونَ شَغُوفًا بالمُطالَعاتِ الرُّوحِيّةِ المتنوِّعة. الكتابُ المقدَّس يَجِبُ أن يَكُونَ زادًا يوميًّا.. كُتُبُ العقائدِ وتاريخِ الكنيسةِ، والآبائيّاتِ، والشُّروحاتِ الليتورجيَّةِ، وَسِيَرِ القدّيسِين… يَجِبُ أن يُنَظَّمَ لَها بَرنامَجٌ، يَجعَلُ منها مادَّةً تثقيفيَّةً تَملأُ ذِهنَ المُرشِدِ، وَتُشَكِّلُ نَسيجَهُ الثَّقافِيَّ الدّينيّ.

عارٌ علينا أن يَكُونَ أبناءُ الطَّوائفِ الأُخرى أكثرَ إلْمامًا مِنّا بالكتابِ المُقَدَّسِ والعقائدِ المسيحيّة. وَعارٌ علينا أنْ نكونَ عاجِزِينَ عَن خَوضِ نِقاشٍ دينيٍّ نُدافِعُ فيه عن تعاليمِ كنيستِنا.. لا لِسَبَبٍ، إلاّ لأنَّنا نَجهَلُ تَعالِيمَها.

4- أن نَلتَزِمَ باجتماعاتِ فِرقَتِنا وسائرِ الحَلَقاتِ المُفيدة:

أمّا ما يُبَلْوِرُ كُلَّ مُطالَعاتِنا فَهُوَ الاجتِماعاتُ الّتي نُتابِعُها مَعَ إخوَةٍ لَنا، بِإرشادِ أَخٍ مُتَقَدِّمٍ علينا، أو أَبٍ مُرشِد. ما تقرأُهُ أنتَ بِمُفرَدِكَ، تُوَظِّفُهُ في النِّقاشاتِ ضِمنَ فرقَتِكَ، فَتَتَثَبَّتُ المعلوماتُ في ذِهنِكَ، وَتَصفُو مَضامِينُها، وَيَتَوَضَّحُ ما كانَ مُشكِلاً أو غَريبًا عليك. والاجتماعاتُ بِحَدِّ ذاتِها تُشَكِّلُ حافِزًا لكَ لِلمُطالَعة.

ولكنْ، إيّاكَ أنْ تَجعَلَ مِن اجتماعاتِ فِرقَتِكَ المصدرَ الوحيدَ لِمَعلُوماتِك، لِئلاّ تقعَ فريسةَ المَحدُودِيَّةِ، والمعلوماتِ المُجتَزَأةِ أوِ المُبَعثَرة، والّتي تُعوِزُها الدِّقّة. وَثِّقْ مَعلُوماتِكَ دائمًا بالرُّجُوعِ إلى المصادر.

5- أن نَشهَدَ لِلرَّبِّ بِسُلُوكٍ مُمَيَّز:يَقُولُ الرَّبُّ يَسُوع:

 

“إنْ كُنتُم تُحِبُّونَني فَاعمَلُوا بِوَصايايَ… مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَصَايَايَ، وَيَعْمَلُ بِهَا، فَذَاكَ يُحِبُّنِي. وَالَّذي يُحِبُّنِي، يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ وأُعْلِنُ لَهُ ذَاتِي” (يو 15:14 و 22). الأعمالُ.. تطبيقُ الوَصايا عمليًّا في تَصَرُّفاتِنا.. هٰذا ما يُكَمِّلُ الإيمانَ، وَيُظهِرُهُ، وَيُؤَكِّدُه.

عليكَ أن تُقَرِّرَ: هل تُرِيدُ أن تَكُونَ ابنًا لِلإنجيلِ أمِ ابنًا لِهٰذا الدَّهر؟ وَلَعَلَّكَ تَتَساءَلُ: وَهَل هُناكَ تَعارُضٌ بَين الاثنَين بالضَّرورة؟ ألا أستطيعُ أن أُوَفِّقَ بَينَ حُبِّي لِيَسُوعَ وَحُبِّي لِهٰذه الحياة؟ وقد تَشعُرُ بالضِّيقِ مِن جَرّاءِ هٰذه المُفاضَلَةِ الصّعبة.

في الواقع، عليكَ أن تُحِبَّ هٰذا العالَم، ولٰكِنْ لا تَجعَلْهُ يُنْسِيكَ الحياةَ الأَبَدِيّة. عليكَ أَنْ تحيا على الأرضِ، ولٰكِنْ لا تَترُكْ نَظَرَكَ مُثَبَّتًا عليها، بَلْ لِيَكُنْ نَظَرُكَ مُتَوَجِّهًا نحوَ السَّماء. عليكَ أنْ تَستَنيرَ بالأشعَّةِ الآتِيَةِ مِن فَوق، لِكَي تَتَمَكَّنَ مِنَ السَّيرِ على دُروبِ الأرض. عليكَ أن تُحِبَّ المسيحَ وترتبطَ بِهِ، لِكَي تَتَمَكَّنَ مِن محَبَّةِ العالَمِ، وأشياءِ العالَم، والنّاسِ الَّذِينَ في العالَم، بِطَريقةٍ صحيحة. لا تَعشَقْ أُمُورَ هٰذه الدُّنيا، ولا تَتَعَلَّقْ بها، لأنّها البِداية وليستِ النّهاية. نحنُ نبدأُ هُنا وننتهي هُناك، في الحياةِ الأَبَدِيّة. وأيضًا، لا تَنسَ أنَّ ما هُنا هُوَ وَقْتِيٌّ وَزائل.

إذا رَغِبتَ في أنْ تَكُونَ عاملاً في حقلِ الرَّبّ، فابتَعِدْ عَنِ الجَهلِ الرُّوحِيّ، واسعَ إلى الاستِنارة، وَلا تَكُنْ مِثلَ قَشَّةٍ تَجرفُها مِياهُ نَهرِ هٰذا العالَم، وَتُقَرِّرُ عَنها كيفَ وإلى أينَ تَذهب. ليسَ كُلُّ ما يَفعلُهُ أبناءُ عصرِكَ صحيحًا. لِيَكُن عندَكَ تمييزٌ. كُن قَوِيَّ الشخصيّة، واعرِفْ ماذا تُريد.. ولا تَفعَلْ إلاّ مايَنسجِمُ مَعَ قناعاتِكَ كَمَسِيحِيٍّ وابنٍ للإنجيل.

وإذا أحسَستَ بالحيرةِ والضّياع، فانظُرْ إلى القدّيسِينَ وتَشَبَّه بِهِم. وَاحْمِ نفسَكَ بالتَّواضُعِ الّذي يَجعَلُكَ تَستَشِيرُ مَن هُم أخْبَرُ مِنَكَ، أو يَجعَلُكَ تتقَبَّلُ مُلاحظاتِهِم وانتقاداتِهم لِتَصَرُّفاتِكَ النّافرة.

6- أن نَتحلّى بِروحِ الجماعة:

المرشد المسيحيّ يسعى لأن يكونَ في سلامٍ وتناغُمٍ مع إخوتِه المرشدِين الآخَرين. يُجاهدُ لكي لا يقعَ في الفئويّةِ والتحزُّب، شاقّاً جسدَ المسيحِ الواحد. وذلك لا يحصلُ إلاّ بالتّواضع الّذي هُوَ ضمانةُ المحبَّةِ الحقيقيّة. لنسمع ما يقوله بولسُ الرّسول لأهل فيلبّي: “فَمَا دَامَ لَنَا التَّشْجِيعُ فِي الْمَسِيحِ، وَالتَّعْزِيَةُ فِي الْمَحَبَّةِ، وَالشَّرِكَةُ فِي الرُّوحِ، وَلَنَا الْمَرَاحِمُ وَالْحُنُوُّ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي بِأَنْ يَكُونَ لَكُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ وَمَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَفِكْرٌ وَاحِدٌ. لاَ يَكُنْ بَيْنَكُمْ شَيْءٌ بِرُوحِ التَّحَزُّبِ وَالاِفْتِخَارِ الْبَاطِلِ، بَلْ
بِالتَّوَاضُعِ لِيَعْتَبِرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ غَيْرَهُ أَفْضَلَ كَثِيراً مِنْ نَفْسِهِ، مُهْتَمّاً لاَ بِمَصْلَحَتِهِ الْخَاصَّةِ بَلْ بِمَصَالِحِ الآخَرِينَ أَيْضاً.” (في 1:2-4).

الحقلُ حقلُ الرَّبّ، لا حقلي ولا حقلُك. إنْ كانت لي مَواهِبُ، بِسَبَبِها نجحَ العملُ، وازدهرتِ النّشاطات، فيجبُ أن أكونَ شديدَ الحَذَرِ مِنَ الوُقوعِ في الكبرياء، وتاليًا، في التّفاخُر، ثُمَّ التَّخاصُم، ثُمَّ الانقسام. وهٰذا واقعٌ مؤلمٌ رأيناهُ في أكثرَ مِن مكان. لِيَكُن معلومًا أنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ لا يرضى عن مِثلِ هٰذه الأوضاع، هُوَ الّذي يُعَلِّمُنا قائلاً: “طوبى لِصانِعِي السَّلام، فإنَّهُم أبناءَ اللهِ يُدعَون” (مت 9:5).

هٰذه التّجاذُباتُ والانقساماتُ تقضي على رُوحِ المحبّة، وتُسيءُ إلى العملِ نفسِه، فيَفقُدُ غايتَهُ الرّوحيَّةَ السّامِية، ويَنحَرِفُ عَن مَسارِه. والرَّبُّ يَسُوعُ، في مجيئِه الثّاني المَجيد، سوفَ يَقُولُ لَنا: “الحقَّ أَقُولُ لَكُم إنّي لا أَعرِفُكُم”، مهما رَجَوناهُ قائِلِين: يا رَبُّ! أَلَيسَ بِاسمِكَ عَلَّمْنا وَأَرشَدْنا، وَبِاسمِكَ أقَمنا النّشاطات، وَبِاسمِكَ نَظّمنا الرِّحلاتِ والمُخَيَّمات؟ فَيُكَرِّرُ جَوابَهُ: “إنِّي لا أَعرِفُكُم” (مت 23:7).عليكَ ألاّ تنسى الهَدَفَ الأساسيّ مِنَ النّشاط، ألا وَهُوَ خِدمةُ الرَّبِّ وَبُنيانُ كنيستِه. فإذا تَحَقَّقَ هٰذا الهَدَفُ، تَكُونُ أنتَ في غايةِ الفَرَحِ، سَواءٌ تَمَّ بِفَضلِكَ أم بِفَضلِ أخيك، أم بِتَضافُرِكُما معًا. وَاعلَمْ أنَّ العامِلَ في الحقيقةِ هُوَ الرَّبُّ يَسُوع، عن طريقِ الرُّوحِ القُدُسِ الّذي وَضعَهُ فينا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share