ألقى راعي ابرشية بصرى حوران وجبل العرب للروم الارثوذكس المتروبوليت سابا اسبر، ضمن سلسلة الاحاديث التي ينظمها “المركز الرعائي للتراث الابائي”، محاضرة حول “اسس الروحانية الارثوذكسية عند الاباء”، بدعوة من مطرانية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس، بعد صلاة الغروب التي اقيمت في كنيسة القديس سمعان العامودي في فيع، ببركة راعي الابرشية المتروبوليت افرام كرياكوس وحضوره ومشاركة كاهن البلدة الاب سمعان حيدر ولفيف من الكهنة، الشمامسة اضافة الى رئيس المجلس البلدي يعقوب عبود، الاعضاء، المختار سيمون نقولا، رئيس هيئة حماية البيئة والتراث المهندس رفعت سابا، رئيسة تجمع النهضة النسائية في البلدة جاكلين خوري، رئيسة فرع الحركة في فيع نانسي النجار حيدر، الاعضاء وحشد من المؤمنين.
كرياكوس
بداية كلمة ترحيب وتعريف من ساندي جرجس تبعها كلمة للمتروبوليت كرياكوس رحب فيها بالمطران الضيف ووصف الامسية ب”المباركة ونعمة كبيرة تظللنا لاننا في بلدة تاريخية، شفيعها القديس العظيم سمعان العامودي، لذلك آذاننا وقلوبنا وعقولنا صاغية للمحاضرة التي نتمنى الاستمتاع بها والافادة منها والمشاركة فيها”.
اسبر
ولفت المطران اسبر الى “ان ليس من روحانية في الارثوذكسية، لان هذا المصطلح الخاطئ يفصل بين الجسد والروح، ونحن نؤمن بسر التجسد، والانسان بكيانه الكامل مكون من روح وجسد والمؤمن مدعو بكماله الى التقديس والتأله”. واشار الى “وجود مصطلحات كثيرة نكتسبها من الثقافات الغربية ولا تمت لنا بصلة فنتاثر بها في الشرق على كافة الاصعدة، فتصبح مع الوقت من تراثنا وهي ليست منا”.
وأكد “ان ليس من حياة روحانية في الحياة الارثوذكسية بالاستناد الى تراث الاباء انما الحياة في المسيح مسيرة مسيحية على طريق الكمال وتتم من خلال تطهير اهواء الانسان وامتلاكه الفضائل. والكنيسة على مدى الفي سنة عرفت وسائل كثيرة تسهم في تقديس الانسان، وهناك منهج في الكنيسة اذا اتبعه الانسان يؤدي به الى تقديسه”. وركز على “ان القيم المسيحية في ضوء المسيرة التي نعيشها مع المسيح ليست مجرد واجب تفرضه وصايا الله لتحقيق الخلاص، بل مرحلة تهدف الى سمو الانسان الى الكمال اللامحدود باتحاده بالمسيح”.
واسترسل اسبر في شرح نظرة الكنيسة الارثوذكسية للانسان واهوائه انطلاقا من اقوال الاباء والقديسين، داعيا المؤمنين الى “تقويم اهوائهم وتوجيهها الى غايتها الاساسية باتجاه الله والخير والكمال”. واستعرض ثلاثة اسباب تؤدي الى تسلط الاهواء الشريرة على الانسان وهي الادراك اي العقل، والانفعال وهو كل ما يمس النفس، والرغبة وهي اشتهاء الامور.
وشدد اخيرا على “ان اسس الحياة في المسيح تقوم على محاربة الاهواء وهي بعد صغيرة ليسهل التغلب عليها، ومعرفة الذات، ومقاطعة المثيرات الخارجية، وضبط الحواس، والاعتراف، والتواضع، والصلاة، والسكون، والنسك، واسرار الكنيسة، والتوبة.. التي يعيشها كل انسان بشكل مستقل في حياة الكنيسة”.
وجرى حوار بين المحاضر والحضور. وتخلل اللقاء تقديم الاب سمعان حيدر ايقونة مار سمعان العامودي للضيف، وتوزيع كتيب على الحضور تضمن سيرة القديس افرام السرياني وتطويبات له وكلمة لراعي الابرشية المطران كرياكوس لمناسبة عيد شفيعه من اعداد لجنة التربية المسيحية في مجلس رعية فيع واسرة الاعلام في حركة الشبيبة الارثوذكسية مركز طرابلس – فرع فيع.
كما تم توزيع شريط تسجيل الصلاة والمحاضرة على الحضور وقدم مبلغ مالي لدعم اعمال لجنة الاعلام في ابرشية بصرى حوران لاغناء المكتبة الارثوذكسية فيها. وكانت مائدة محبة تشارك فيها الجميع.
وطنية: 15 / 01 / 2012