وها انا في مكاني المفضّل، استمع الى انغام تعودت نفسي على سماعها في لحظات الغضب، انظر من نافذة السيارة فأشاهد البحر الأزرق وموجاته التي تبان هادئة ولكنها مجبولة بغضب شديد، والناس مارون مجموعات واولاد صغار يلعبون فرحين والبراءة تغطي وجوههم الطاهرة.
فرجعت الى نفسي لبعض الوقت وفكرت اذا كان لكل انسان همومه ومشاكله، وهل انا الوحيد في هذا العالم الذي يواجه هذا الكمّ من المشاكل، هل انا الوحيد الذي تعوّد سماع مشاكل رفاقه و حمل همومهم على عاتقه.
امور كثيرة تتبدل في هذا العالم، وقليلون هم الذين يبقون على حالهم، قليلون لا يتغيرون ابداً، …
لست ادري ما الذي اريده الآن من هذه الدنيا، (وانا الذي كنت قد شقيت طريقي الخاص وقد قلت في نفسي انها بداية الرحلة الى السعادة. ولو ان واحداً لم يكمل هذا المشوار فهناك اخرون سألتقي بهم في الطريق)، هل قراراتي لم تكن صائبة، او انني اتهرب من المشاكل بطريقة او بأخرى.
ان الإنسان كائن متناقض في كثير من الأوقات، فهو الأكثر اصراراً على نيل ما يريد ، كما وانه هذا الجبان الذي يهرب من المتاعب والمصائب ( فيقول ان بإمكانه اكمال الطريق من مسلك اخر).
ها ان داخلي يتخبط كلياً واعتقد اني احتاج الى الكثير من الراحة والتفكير، في الماضي والحاضر والمستقبل. الخوف يأتي من الماضي ومن الحاضر ومما يمكن تصوره للمستقبل.
وها انا افتح كتاباً على امل انني سأتمكن من تحضير موضوع لإجتماع الفرقة يوم الأحد، فأجد فيه ورقة مكتوب عليها جملة قالها “الأب هنري بولاد اليسوعي ” من كتاب “السلام الداخلي” وهي:
” واذا انتظرت ان تخلو تماماَ من المشاكل حتى تجد سلامك الداخلي، فقد تموت قبل ان تجد هذا السلام المنشود. عليك اذاً ان تحاول العثور عليه في وسط المشاكل.”
في لحظة قراءتي لهذه الكلمات فكرت ان هذا الموقف مفيدٌ نقله اليكم. فمن الممكن ان يصادف اياً منا، وفي لحظات ضعفنا تكمن قوانا جميعها.
لكن بعض الراحة والتفكير في الحلول سيكون مفيد جداً…