الرهبان المسيحيون في القدس يتعرضون للبصق والإهانات اليومية

mjoa Wednesday March 7, 2012 137

في الاشهر الاخيرة، إتسعت، في شكل كبير، ظاهرة إعتداء يهود متديّنين على الرهبان المسيحيين في القدس، بالبصق والاهانات، الى درجة أن قسما من هؤلاء أصبحوا يسيرون عبر طرق مختلفة لتحاشي هذه الإعتداءات.

هجمات المتدينين تزايدت. هذا ما لاحظه بوضوح الرهبان والمواطنون المسيحيون في القدس، وخصوصاً من يسكنون الأحياء اليهودية والإستيطانية. وتفيد صحيفة “هآرتس” أن الرهبان من كل الطوائف المسيحية في البلدة القديمة، وخصوصاً الأرمن منهم، الذين يمرون في الحي اليهودي في البلدة القديمة، يؤكدون أنهم يتعرضون لإعتداءات وإهانات يومية من يهود متدينين “يبصقون عليهم”.  وتنقل عن كاهن كبير “إنه يكاد يكون مستحيلاً العبور من باب الخليل من دون التعرّض لذلك”. وتقول ان “ظاهرة إهانة الكهنة والبصق عليهم واسعة جداً، إلى درجة أن قسماً من الكهنة يتحاشون المرور من مناطق معينة في البلدة القديمة”.

وتجاه هذه الاعتداءات اليومية، يعتري المسيحيين “شعور بالحزن”. ويقول رئيس الكنيسة المعمدانية في القدس، القس تشارلز كوب، ان “المعتدين لا يعرفوننا. لكن يبدو انهم يعارضون كل من لا يتماثل معهم. وأتمنى لهم كل الخير، وليس لدي أي رغبة في الإنتقام”. قبل ايام، تعرّضت كنيسته لاعتداء، بعدما كانت تعرّضت للحرق مرتين العامين 1982 و2007.

“جباية الثمن” هي التسمية التي تُنسب الى هذه الاعتداءات. ويرى مستشار رئيس بلدية القدس لشؤون الطوائف المسيحية يعقوب أبراهامي ان “ظاهرة هذه الجباية هي في أحيان متقاربة لباس جديد لظاهرة قديمة من التنكيل بالمسيحيين”. ويتدارك: “الكهنة يشعرون بحصار”.
من جهته، يبدي الناشط الإسرائيلي المناهض للتنكيل بغير اليهود في القدس غادي غابرياهو خشيته من أن يعمد المعتدون الى إلحاق الأذى يوما ما بمسجد أو كنيسة تعج بالمصلين. عندئذ ستندلع الأمور هنا في شكل مروع”.

في العامين الماضيين، تعرضت 10 مساجد للحرق، ما يبين، في رأي غابرياهو، ان “الإعتداءات ليست ضد الفلسطينيين أو المسلمين فحسب، إنما ايضا ضد الغرباء عموماً”. وما كتب اخيرا على جدران الكنيسة المعمدانية كانت شعارات معادية للديانة المسيحية، ومشابهة لتلك التي كُتبت على جدران الكنيسة المصلبة في القدس قبل فترة، ومنها “المسيح مات”، و”الموت للمسيحية”، اضافة الى شتائم للسيّد المسيح والسيدة مريم العذراء، وعبارة “جباية الثمن”.

غير ان الشرطة الإسرائيلية تعتبر أن جزءا من هذه الإعتداءات، وضمنها الإعتداءات والإهانات الموجهة الى الكهنة في البلدة القديمة، “ليست نابعة من نشاط أيديولوجي، بل من عمل همجي”. وتنقل “هآرتس” عن ضابط كبير في الشرطة ان “هذا استخفاف لا يحتمل. فكل ولد يمكن أن يأخذ عبوة “سبراي”، ويرش (شعارات على الجدران)، ويعرف أنه سيتم بث هذا. وليس كل الحالات على خلفية قومية”.

وتجاه تفاقم الوضع، وجه الكاهن بيير باتيستا فيتسافلا، حامل لقب “الكوستوس”، والمعروف بصفته “راعي الديار المقدسة” ورئيس الكنيسة الفرنسيسكانية، رسالة غير مسبوقة إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، طالبا منه وقف هذه الاعتداءات. وكتب قائلا: “سأكون شاكرا لك إذا ما وضعت كل ثقلك في هذا الموضوع، وتعمل مع الجهات المختلفة المسؤولة عن اجتثاث هذه الظاهرة الخطيرة من أجل وقف هذه الحوادث. هذه الحالات، التي على حد علمي لم يُعتَقل أحد في شأنها، هي مجرد مثال مؤلم لسلسلة من الحالات المشابهة التي تحدث في الفترة الأخيرة من دون عائق تقريبا”.

وأضاف: “الجالية المسيحية تعيش في إسرائيل بهدوء وتواضع، من خلال الاحترام والتقدير وعلاقات الجيرة الحسنة تجاه اليهود والمسلمين. وللأسف، تعلمنا على مر الاعوام تجاهل الاستفزازات. ويبدو أنه تم تجاوز خطوط حمراء هذه المرة”.

وقد رد بيريز على كتاب فيتسافلا، واعدا ببذل جهود لمكافحة تخريب مواقع مسيحية مقدسة على يد يهود متطرفين. وقال: “ارجو ان تقبل اسفي الشديد تجاه هذه الحوادث، وايضا املي في مواصلة عيش حياة مسامحة واحترام متبادل في القدس وكل ارجاء البلاد”.

وقال مكتبه ان “بيريز اخذ كتاب فيتسافلا على محمل الجد، ويتابع شخصيا المسألة”. وافاد “ان مستشارين كبارا له باشروا اتصالات بفيتسافلا، ويعملون مع بلدية القدس والوزارات لمنع مزيد من العنف ضد المواقع المسيحية”.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share