تجليات دمشقية خاص أسرة الإعلام:أحد الشعانين

mjoa Sunday April 8, 2012 345

فاخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وهم يصرخون قائلين: “هوشعنا مبارك الاتي باسم الرب”
هذا هو الأحد الذي يلي سبت العازر، وهو أحد الشعانين ، الأحد الأخير من الصوم الأربعيني المقدس وبنفس الوقت هو اليوم الأول للأسبوع العظيم المقدس، هذا اليوم رتبته الكنيسة لذكرى دخول الرب يسوع المسيح الى أورشليم، كما تخبرنا الأناجيل أنه يوم بعد قيامة العازر، الرب يسوع طلب من تلامذته أن يجدوا له جحش ابن أتان وعليه سوف يدخل إلى أورشليم ” ركب على جحش بحسب ما هو مكتوب ” كما جاء في نبوءة زكريّا: “ابتهجي جداً يا بنت صهيون، واهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتيك صدّيقاً مخلصاً وديعاً راكباً على أتان، جحش ابن آتان”(زكريا 9:9). في ذاك اليوم تجمع عدد كبير من الناس في المدينة ، لكي يعيدوا للفصح اليهودي.
الفصح اليهودي كان من أجل تعييد لذكرى تحرير اليهود من نير المصريين، راكباً على حمار دخل الرب يسوع المسيح الى المدينة المقدسة، والشعب كان قد علم بقيامة العازر من الموت، فإن بيت عنيا تبعد ما يقارب 2,5 كلم عن أورشليم، مما جعل خبر معجزة قيامة العازر منتشرة بين الشعب، ودخول المسيح متواضعاً جعل الشعب يستقبله استقبال يليق بالملوك، فإنهم هكذا كانوا يستقبلون الملوك المنتصرين، (1مك51:13و7:10ورؤ9:7). هذه الهتافات أغضبت الفريسيين وهيجت الشعب مما جعل الأحداث تتسارع لشكوى المسيح وصلبه هذا ما نراه في أحداث الآلام، الإسراع في صلبه دون علمهم انه هو سيكون ذبيحة الفصح التي كانوا يقدمونها لسنوات طويلة من أجل خروجهم من أرض العبودية.
فلهذا بعد خمسة أيام نرى الأشخاص أنفسهم ناكري المعروف سوف يصرخون ضده، “اصلبه! اصلبه!””. عنهم قال الرب هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما القلب فمليء بالحقد والكراهية، فيا لبشاعة التقلب، ونكران الجميل ومبادلة المحبة بالحقد والضغينة، نراهم فرشوا على الأرض ثيابهم ووضعوا أغصان الأشجار تحت قدميه. “وكان الجموع الذين يتقدمونه والذين يتبعونه يصرخون قائلين: هوشعنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الأعالي”. (متى9:21)و (يوحنا13:12).
هذا هو اليوم المقدس الذي فيه نمجد الرب الإله المتواضع، مخلص العالم وبقلوب نقيه طاهرة نرنم له “هوشعنا لابن الله” أي أنت كلمة الله الذي تجسدت من أجلنا، لتخلصنا وترفع خطايانا، في هذا اليوم المبارك نستطيع أن نبكي على خطايانا، ساجدين أمام موت المخلص ، وفي آذاننا صوته القائل : ” يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” (لو34:23).
إجعل الرب يسوع المسيح يملك على حياتك، على عائلتك على أعمالك على مقتنياتك. هل نحن في ساعات فرحنا نصرخ إليه “هوشعنا” وأما في ساعات حزننا نصرخ “اصلبه”. هل يحدث هذا معنا بعد أن نكون قد هتفنا الهتاف الملائكي نعود لنهتف هتاف آخر “اصلبه” ونصلبه بخطايانا بحقدنا بكراهيتنا للآخر بنميمتنا، متقلبين من حرارة الإيمان إلى الفتور في علاقتنا مع من بذل نفسه لأجلنا، من نشاط واجتهاد روحيين إلى تقاعس وكسل، من نقاء وطهارة إلى نجاسة، من حب إلى حقد، ومن مسامحة إلى انتقام، من صدق إلى خيانة، من عطاء إلى أنانية وأخذ وحب الملكية. كل هذا يتجسد في علاقتنا مع اخوتنا كل يوم. أليس هو القائل: ” الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم”. (مت40:25). الرب يسوع المسيح هو ملكنا الروحي قوامه المحبة والعدل والسلام والوداعة.
آلام الرب يسوع المسيح هو اختبار متواصل مع الآلام في حياتنا، من خلال هذه الآلام يجذبنا معه في قيامته المجيدة، هو نفسه عانى من الأوجاع والرفض والخيانة من أحد تلامذته، ولكنه سمّر خطايانا عندما سُمر على الصليب، بهذا الموقف النبيل أعاد للبشر الصورة، صورة الله الحقيقية ، التي بها صرنا أبناء الله.
العشق الإلهي هو المفسر الأكبر لأحداث عيد الشعانين أحبنا الله فدخل في جسدنا ليتألم عنّا وينقذنا من قبضة الشرير بالأوجاع والآلام والموت والقيامة السيدية. لنصلي للرب يسوع المسيح، متضرعين وقائلين من أعماق قلوبنا، خلصنا بآلامك من أهوائنا.
إيها الأحباء أتوسل إلى حنان الرب يسوع المسيح، أن يكون هذا الأسبوع العظيم المقدس أسبوعاً يغسلنا من كل خطايانا وآثامنا، ونحن سائرين معه إلى درب الخلاص متحملين معه الآلام، حينها تؤهلنا النعمة الإلهية لتناول جسده المقدس ساجدين أمام صليبه المقدس ساهرين معه طوال الليل، متضرعين إليه أن يغفر خطايانا وخطايا كل البشر. ولتحفظنا جميعاً محبته الخلاصية إلى أبد الدهور. آمين
كل عيد وأنتم بألف خير منتظرين قيامته المجيدة لنقول بقلب نقي المسيح قام حقاً قام.
عيد الشعانين 3/4/2012
الأرشمندريت اليان (بطرس) صنيج

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share