تنبيه: الموضوع شائك وحساس. وقد ترددتُ طويلاً قبل أن أقدم على نشر مداخلاتي حوله التي امتدت على ست جلسات من “ندوة الثلاثاء” في ميناء طرابلس، عُقدت في كانون الثاني وشباط وآذار 1988. ما حسم ترددي، إنما هو ما لمسته من اهتمام بالغ لدى الشباب بالموضوع ومن إلحاحهم على أن يوضع بين أيديهم نص لهذه الأحاديث يسمح لهم بمزيد من الاستيعاب ويُتخذ منطلقًا للمناقشة ويتيح لرفاقهم الذين لم يشاركوا في الندوة فرصة الاطلاع على فحواها كما رغبوا.
لقد اجتهد كاتب هذا البحث بأن يكون أمينًا لجوهر التراث الإيمانيّ الذي تسلمناه، ولكنه حرص بآن على محاولة سكبه في صياغة تتوجه إلى إنسان اليوم، الذي من حقه علينا أن نأخذه على محمل الجدّ وأن ننقل إليه كلمة الحياة بلغة يفهمها. لذا كان لا بدّ من اجتهاد في تأويل التراث يتحمل الكاتب وحده مسؤوليته، وهو على كل حال مطروح للمداولة والنقاش.
والكاتب ليس بلاهوتيّ محترف، إنما هو إنسان عاديّ “يتتلمذ لملكوت الله”. لذا فهو يرجو المعذرة إذا لم يأت بحثه بالمستوى المطلوب من الدقة والاتقان.
ك. ب.