علاقتنا بالله علاقةٌ شخصيّة

mjoa Sunday May 20, 2012 112

ما من حدثٍ أو كلامٍ مدونٌ في الكتاب المقدس إلاّ ويهدف إلى تثبيت الايمان. فلا هذا أخطأ ولا أبواه بل لتظهر فيه قدرة الله فنؤمن.

لكنَّ أكثرنا يؤمن من السماع فقط، فيبقى إيمانه فكرياً وليس كيانياً، لذا ترانا في أعيادنا والمناسبات نركِّزُ على المظاهر ولا تعنينا الأحداث التي نحتفل بها، ولا الأشخاص الذين نعيِّدُ لهم، بدليل أنَّ الكثيرين يذهبون إلى الكنيسة للعيد أو لجنازٍ فيقفون خارجاً، وبينما تُنشَدُ التسابيح و يُقرأ الإنجيل وكذلك اثناء الوعظ يستمرون خارجاً بالهرج والمرج، كأن الأمر لا يعنيهم. فالله بالنسبة اليهم مجرد فكرة وليس شخصاً يرانا، فلا نخجل ونصلح التصرف.

يخلص النص الانجيليّ اليوم بعد طول شرح الى الإيمان. والمسيح يواجه من كان أعمى ليسأله هل توصلت بعد كل ما حصل لتؤمن بابن الله؟ و بالفعل لقد توصَّلَ هذا الانسان بعد شفائه وانفتاح بصيرته لأن يتعرف على الرب كشخص وليس كفكرة, هذا يدعونا نحن أيضاً، الذين تسلّمنا من الكنيسة وأهالينا ومن هم حولنا أن نقبل العقيدة المسيحية، يدعونا لنبحث عن إيماننا الشخصي فيؤول بنا الأمر لنتعرف على الرب كما هو شخصٌ، هو مخلّصي هو حياتي، به أحيا وبه أوجد وأتصرف من خلال وحيه وتعاليمه. وإلا فإيماني سطحيٌ لا خلاص فيه، لأنه يحدّني في الشكلِ (بينما وجدَ الإطارُ الليتورجي ليوضح وجود الله في حياتي).

فأنا مدعوّ لتقبّل إعلانات الله لي، ليس فقط من خلال ما قاله لي أهلي وجيراني بل أختبر هذا الإعلان شخصياً فتتحول عبادتي من أجواءٍ جماهرية إلى علاقة شخصية. ألم يقل الربّ:” إني واقف على الباب أقرعُ فمن يفتح لي أدخل اليه وعنده أمكث “.

هذا أمرٌ مهمٌّ أن لا يجمدَ الإيمان بل ينمو إلى هذا المستوى أي لأبلغ معه إلى علاقةٍ شخصيةٍ، ليست مختلفة عن علاقة الجماعة وإيمانها، لكنها ذاتُ طابعٍ خاصٍّ، فهي تنسجم مع الجماعة بصدقٍ وفاعلية.

نشرة الكرمة تصدرها أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share