أمسية بيزنطية صوفية لماريلين لينيال بحضور المطران خضر

mjoa Monday May 21, 2012 101

“صوتها عذب وصاف يلائم النبض الصوفي ويدعو إلى الصلاة لذا احتضنته الكنيسة. وإن لم يكن كل الإنشاد من التقليد البيزنطي الصّرف، إلاّ أنّ النَفَس أو النمط البيزنطي يبقى الأساس والمنطلق”.

إنّها ماريلين عكّاوي لينيال، التي انطلقت في الترتيل البيزنطي مع جوقة أبرشية جبل لبنان الأرثوذكسية والتحقت بالمعهد الأنطوني للموسيقى. وبعدما تملّكت قواعد الموسيقى وقوانينها العامة وتخصّصت في التقاليد الموسيقية، نالت ماريلين شهادة الديبلوم في الغناء العربي الأصيل وأصبحت أستاذةً مدرِّسةً العلوم العامة للموسيقى ومؤلّفةً تدرّبت على يد الدكتور نداء أبو مراد، أستاذ الموسيقى في المعهد الأنطوني.

وخلال زيارتها السريعة للوطن آتية من جزر القمر حيث تعيش العائلة بسبب عمل الزوج ليونيل لينيال في القسم التربوي للبعثة الفرنسية، ليلة الجمعة في 11 أيار استضافت  كنيسة النبي الياس في المطيلب – الرابية وجوقة أبرشية جبل لبنان الارثوذكسية، وفي رعاية المطران جورج خضر  ماريلين في أمسية ترتيلية إنشادية بعنوان: “أناشيد العشق الإلهي”.

في القسم الأوّل كان الترتيل للجوقة وماريلين متكاملين مترافقين أو متناوبين. وقد وضع قائد الجوقة جوزف يزبك لمساته بضبط ايقاعها، وإضافة ألوان وتعرّجات لحنية على أساس اللّحن البيزنطي. فيما قدّمت ماريلين ثمرة اجتهاداتها في سياق تطوّر عملها الموسيقي وكان من بين مساعيها الإبداعية أنّها آلفت بين اللحن البيزنطي والكلام الغربي اللاتيني، فرتّلت الـ Laudate Dominum والـ Benedicte Domino والـ Sanctus باللحن البيزنطي وهو اختبار جديد في عدد  من المستمعين ممّن درسوا في مؤسّسات كاثوليكية وتعوّدوا سماع النصوص الصلاتية اللاتينية بلحن غربي. جاء التآلف منسجمًا صلاتيًّا عميقّا وكأنّه نبوءة ما سيكون عليه لقاء التقليدين الغربي والشرقي إذا اقتربا بالعمق والعلم والخشوع.

وفي القسم الثاني تجلّت ماريلين في الإنشاد الصوفي. فأضافت بإبداع منها إلى الإنشاد العربي النوطة الممدودة المرافقة للإنشاد والمعروفة بالـ Eisson أو الـ Bourdon المألوفة في الترتيل البيزنطي. رافقها في هذه النوطة الممدودة كلّ من ليونيل لينيال وهو متلقّن مجتهد في التقليد الشرقي والدكتور كوستي خير، المرتل في جوقة جبل لبنان والباحث في الموسيقى وفي هندسة الصوت. في إنشادها رافقها العود ليس بصفته آلة طرب بل كمرافق للصوت البشري ومحاور معه في الإنشاد، وجاءت نغمات العود كلامًا بشريًّا بلا حروف.

عازف العود نيكولا روايير – أرتوزوا ، موسيقي، أستاذ مبدع في العزف على العود وباحث في الألسنية وفي العلوم المعرفية يعيش في اسطنبول حاليًا ويبحث في موضوع “المقام” منذ خمس عشرة سنة.

اختارت ماريلين لهذه الليلة أن تغنيّ “اورشليم” التي  كانت موضع الحب وتجليات العشق الإلهي، ولقد ألّفت ماريلين لأورشليم، بحسب النمط الصوفي، موسيقى شريط وثائقي فرنسي ” Sderot, Last exit ” من إخراج اوزفالد ليوات Osvalde Lewat حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وتمحورت نصوص الأناشيد حول “اورشليم” كتبتها ماريلين ولحّنتها وأنشدتها: “أورشليم المدينة المقدسة / القدس والقداسة المدنّسة / أورشليم الأرض والسماء / لا تهابي أنت في قلب الله”.

وأنشدت لابن عربي عن ماء مريم: “تكوّن الروح في ذات مطهره …/ روح من الله لا من غيره…/ حتى يصحّ له من ربّه نسب …/ به يؤثر في العالي وفي الدون”.
وكان من جديد التلحين عند ماريلين :”صبا ملكة” وهو تجربة تقوم بها في مجال اختبارها سلّم مقام الصبا “صبا مكرّر”.

وفي نهاية الأمسية أنشدت للمتروبوليت جورج دعاءً هكذا:” إنّ الحضور بأسره يبتهج بك يا مترنّحًا بالنعمة…/ أيّها الكاهن المتقدّس واللاهوتيّ الناطق…/ فخر أنطاكية الذي فيه نفخ الإله الرأي المستقيم صارخًا أنّ المسيح هو مخلّصنا قبل الدهور…”

وثمّن سيادة المطران خضر عاليًا صوت ماريلين وأداءها، وتمكّنها من الموسيقى البيزنطية التقليدية وإبداعاتها وجديد ما أتت به على السواء. “عظيمة أنت ومتفوّقة في عالمنا، ثابري ولا تتفاخري”، قال ذلك بعد سماعه لإنشادها طيلة ساعتين بانتباه شديد وخشوع عميق.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share