قداس وجناز لغسان تويني في البلمند

mjoa Tuesday July 3, 2012 101

دعت جامعة البلمند إلى صلاة من أجل رئيسها السابق الأستاذ غسان تويني، فأقيم قداس وجناز لراحة نفسه في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي، في حضور أرملته السيدة شاديا تويني والسيدة أندريه فؤاد تويني والدكتور فيليب سالم ورئيس الجامعة وعدد من أعضاء مجلس أمنائها ونواب الرئيس والعمداء والمدراء والأساتذة والطلاب وحشد من المؤمنين والأصدقاء.

ترأس القداس رئيس دير سيدة البلمند عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الأسقف غطاس هزيم الذي ألقى عظة بعد الإنجيل قال فيها: “بداية، أنقل إلى عائلتنا، عائلة تويني، محبة صاحب الغبطة وصلاته الحارة، أولا، عن راحة فقيدنا العزيز، الأستاذ غسان تويني، وتاليا، من أجل صحة العائلة عامة، والابنة الروحية العزيزة شادية خصوصا. أعزي أيضا باسم جامعة البلمند، التي تقدم القرابين اليوم من أجل راحة نفس رئيسها السابق الاستاذ غسان”.

أضاف: “يقول القديس بولس في رسالته: “تنافسوا في المواهب الفضلى، وأنا أريكم طريقا أفضل هو المحبة التي يجب أن تكون جوهر ومحرك كل هذه المواهب. المحبة لا تفرح بالظلم إنما بالحق”. هذا كلام كبار، ولا يقدر عليه إلا الكبار الذين نفتقدهم اليوم، إذ أفرغت المحبة من معناها. أذكر هذا القول لأنه يذكرني بمن جمعنا اليوم للصلاة لأجل راحة نفسه، وهو لم يجمعنا يوما إلا على المحبة. والمحبوب عنده دائما هو الآخر، كائنا من كان، وأيا كان انتماؤه. وهنا يحضرني قول للاستاذ غسان في احتفال التخرج الأول: “أما آن لنا وللحكم أن نوقف الانتحار، علنا إذ ذاك نرتد معا، فنمنع الآخرين من قتلنا؟ لن ينقذنا إلا فعل حب عظيم، يمجد وجه الخالق في الإنسان؛ وحقه علينا في التعبد له في الأرض”. ونذكر أيضا قوله المأثور والمزلزل في وفاة ابنه جبران: “…ادعو اليوم، لا إلى الانتقام ولا إلى الحقد ولا إلى الدم، ادعو إلى أن ندفن مع جبران الأحقاد كلها والكلام الخلافي كله”. وعندما أسس صديقه الأكبر غبطة البطريرك جامعة البلمند، طلب منه وبإلحاح شديد أن يترأس الجامعة في انطلاقتها الأولى”.

وتابع: “كبرت الجامعة بفضل عالميته، إذ ركز على الاتصال بالممولين لتوفير أساس لإضافة المباني، كما أضاف إليها أصدقاء كبارا. لكن تركيزه كان على استقطاب نوعية من الأساتذة المتميزين، وهذا ما ميز الجامعة. وأبلغ تعبير عن علاقة الأستاذ غسان بالجامعة، قول صاحب الغبطة عندما منحه أرفع وسام، وسام القديسين بطرس وبولس، وهو أبلغ تعبير باسم البلمند والكنيسة، إذ قال: “…إن معالي السفير، الأستاذ غسان جبران تويني، رئيس جامعة البلمند الأرثوذكسية، الماثل أمامكم…وهو يحمل هذه الجامعة ويعيرها لمعانها وألقابها وروحها، ويأخذ مما له ويعطيها من دون حساب ومن دون تردد، فكان أنه قد حل حلولا عضويا في أولى الصفحات العلمية الحديثة في تاريخ كرسينا الأنطاكي المقدس، والجامعة هي هذه الصفحة الفريدة الخالدة. عزيزي غسان، إنني فخور بأن أقلدك باسم الكرسي الأنطاكي المقدس الوشاح الأكبر لوسام الرسولين بطرس وبولس وأقول ثلاثا: مستحق.”

وقال: “الأستاذ غسان لبناني حتى العظم. لم يرض هوى على لبنان، فرفع اسمه عاليا في كل المحافل الدولية بعنفوان وكبرياء. إنه عربي، غساني القلب، عاشق الحضارة العربية ورافعها، وناصر القضية بصلابة وإيمان. ولأن غسان عالمي الثقافة، أعلى مكانة الإنسان وكرامته كل حين. احترف الصحافة، فكانت الكلمة عنده صوت حق في هذه البرية. أما السياسة، فهي لأكابر القوم الذين يعرفون الحق ويدافعون عن الحرية والكرامة”.

وختم: “أخيرا لا أرى أبلغ من قول صاحب الغبطة: “لا أحد يمكنه أن يتكلم عنك، أنت أكبر بكثير مما يمكن أن نقول”. نعم، الأستاذ غسان، بالنسبة إلى البلمنديين، ليس حجرة بل هو حجر أساس، وليس كلمة بل هو الكلمة، وليس نسمة بل هو أجمل نسمة مرت، وليس ذكرى إنما حاضر. إنه أرزة يستظل بها الأحبة. ومن حمل المحبة لا يسقط أبدا. فليكن ذكره مؤبدا”.

بعد الجناز، انتقل الجميع إلى القاعة الكبرى في الدير للاجتماع مع أسرة الفقيد التي تقبلت التعازي مع غطاس ورئيس الجامعة.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share