فيما يلي رسالة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، بمناسبة زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى لبنان من 14 إلى 16 أيلول القادم:
بفرح كبير تلقينا نبأ زيارة قداسة بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الكاثوليكية خليفة القدّيس بطرس الرسول، وكما سبق وقلنا لسلفه فإننا بكوننا وريث كلّ من القدّيسين بطرس وبولس نرحب به على تراب بطريركيتنا المحفوظة من الله أنطاكية، حيث دعي المسيحيون فيها أولاً وصدّرت الإيمان المسيحي للعالم أجمع.
إننا وفي هذا الوقت تحديداً نقدّر لقداسته هذه الزيارة الكريمة للبنان العزيز جداً على قلوبنا، فعلى الرغم من كلّ ما يسمع قداسته عن الأوضاع السياسية الساخنة في الشرق الأوسط إلا أنه أكّد زيارته إلى بلادنا الحبيبة لكي يشدّد من عزيمة المسيحيين في شرقنا الأوسطي، وليعلن للعالم أجمع أهمية هذه المنطقة وأهمية الوجود المسيحي فيها، هذا الوجود الذي يكمّل هذا الموزاييك الرائع الذي اختارته الديانات السماوية كي يكون موطئً لها ولكي يكون المكان المناسب لانتشارها وامتدادها.
لهذه الزيارة يا صاحب القداسة معنىً خاص بالنسبة لنا، فنحن نرجو من خلالها أن تصل كلمتنا للعالم أجمع وخصوصاً العالم الغربي الذي تأتون منه، فكما سترون يا صاحب القداسة فشعبنا هنا يستأهل العيد الرغيد والكريم الذي نصليّ دائماً من أجله في كل مناسبة وفرصة.
السلام يا صاحب القداسة لا يتحقق إلا عندما يعمّ بالعالم أجمع وهذا دورنا كرؤساء للكنائس أن نرفع الصوت عالياً وفي كل المحافل العالمية التي نتواجد بها كي يتحقق هذا بين الناس، إننا وكما نقرأ في الكتاب المقدّس حيث أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله، لذلك نطلب من الجميع أن ينظروا لأخوتهم بأنهم صورة الله ومثاله وأن يتمنوا لهم ما يتمنوه لأنفسهم.
أخيراً أتمنى لقداستكم طيب الإقامة في ربوع لبنان الحبيب وأن تحقق زيارتكم مبتغاها الروحي والزمني.