من قريبي؟

mjoa Monday November 5, 2012 128

الناموسيّ الذي أراد أن يختبر المعلّم طرح عليه سؤلا لاهوتيا: “ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”.

لم يجب السيد هذا الرجل، ولكنه ردّ على سؤاله بسؤال: ماذا كُتب في شريعة موسى؟ فأجاب هذا الرجل: “أَحبب الرب إلهك…”. هذه هي الوصية الأولى التي اقتبسها لوقا من سفر التثنية 6: 5، والوصية الثانية: (تحبّ) قريبك مثل نفسك، موجودة في سفر اللاويين 19: 18.

هذا الرجل الذي طرح السؤال على يسوع ليجرّبه قال له يسوع: إفعل هذا فتحيا. إذ ذاك سأل هذا يسوع: “من هو قريبي؟”. هذا سؤال ليس سهلا على اليهود لأنهم ما كانوا يحبّون الغرباء.

أجاب يسوع عن هذا السؤال بمَثَل أي بحكاية من عنده وكلّمه عن إنسان يهوديّ كان نازلا من أورشليم الى أريحا فوقع بين لصوص ضربوه. “وتركوه بين حيّ وميت”.

مرّ بهذه الطريق يهوديّان آخران أَحدُهما كاهن وآخر لاويّ. اللاويّون سُمّوا كذلك لأنهم من نسل لاوي بن يعقوب. كان من واجباتهم أن يحملوا خيمة الاجتماع إذا رحلوا وينصبوها إذا حلّوا. هذان عبرا عن الجريح حتى جاء سامريّ غريب الجنس والدِين. هذا تحنن على هذا المرميّ على الطريق.

كان السؤال المطروح على يسـوع: من هو قـريبي؟ لم يُجـب الرب. أجـاب بسؤال: “أيّ هـؤلاء الثـلاثـة تُرى صار قـريبًا للذي وقـع بين اللصوص؟”. لم يـدلّ يسـوع على قـريب هذا الجريح، بل سأل من هو الذي صار قـريبًا له؟ المعنى أنك أنت بالمحبة تجعـل ايّ انسان تخدمه قريبًا لك.

أنت إذا صنعت الرحمة مع أحد الناس تصير قريبَه. ردّ يسوع السؤال “من هو قريبي؟”. وصار السؤال: مَن أَجعلُه قريبًا لي؟ هذا يعود بنا الى كلام الرب: “أحبب قريبك كنفسك”.

بالانتباه الى الآخر، بخدمته ومحبته تجعل الآخر قريبًا لك. لا تفتّش عن قريبك في النسيب او ابن ضيعتك. ليس انسان مخلوقا قريبا لك. أنتَ تجعله كذلك اذا ذهبت اليه وقدّمت له ما يحتاج إليه.

كلام يسوع مفادُه أنْ صِرْ قريبًا لمن وجدتَه على طريق حياتك بانصرافك الى حاجاته.

القربى الروحية تنشأ بين القلوب من خلال العمل في سبيل الآخر.

هي فوق كل قربى جسدية وفوق كل مصلحة. هي عطاء كامل بلا حساب. أنت لا تنتظر شيئا ممن تحب. تحبه لكي يقرب من ربّه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
رَعيّـتي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share