جاءنا من دار المطرانية السريانية بحلب ما يلي:
مرة أخرى ولكن بعنف أكثر من كل المرات السابقة تعرضت مؤسساتنا السريانية في حلب إلى خراب ودمار شلاّ الحركة في مؤسستين إنسانيتين وهما: مدرسة الكلمة الخاصة، والمشفى السوري الفرنسي،
فلقد فوجئت حلب مساء يوم الجمعة الواقع في 16/11/2012، الساعة السادسة بسماع صوت انفجار قوي في حي السريان الجديد وبالقرب من مشاريع بيت حسدا، حيث توجد مدرسة الكلمة الخاصة، والمشفى السوري الفرنسي، ودار المسنين، وكل المؤسسات المذكورة هي لخدمة الإنسان والوطن، وقد أدى الانفجار إلى خراب ودمار واضحَي المعالم في الأبنية المذكورة، وإلى استشهاد عدد من المواطنين الأبرياء، وجرح عدد كبير منهم مما أدخل الحزن والألم في قلوب عائلاتهم المنكوبة، بل أدى إلى تعطيل كامل لخدمات المؤسسات المذكورة.
فالمشفى كان مأوى لعدد كبير من الجرحى خلال الأحداث الأليمة التي تمر على حلب الجريحة بكل المعاني، والمدرسة فتحت أبوابها لتؤكد على رسالة العطاء وتبني جيلاً لمستقبل باهر وزاهر تنتظره سورية، والمسنون وجدوا رعاية صالحة لهم في حياتهم بعد أن قدموا الخدمات لعائلاتهم ووطنهم.
إن خلاص الوطن لا يتم بالقتل والعنف والخراب والدمار، وهذا الأسلوب اللاإنساني لن يأتي بالديموقراطية والحرية والمساواة إلى سورية، بل يزيد من الشرخ الموجود حالياً في مجتمعاتنا، ويخلق جواً من الكآبة في نفوس المخلصين والأوفياء، ويبعث فكراً مليئاً بالتشاؤم والرؤية السوداوية لمستقبل وطننا الغالي علينا جميعاً.
لهذا نناشد أصحاب الضمائر الحية بالكف عن أعمال العنف والقتل، والعودة إلى طاولة المفاوضات للتأكيد على مبادئ أساسية نحن بأمس الحاجة إليها، وهي: وقف لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة للمحتاجين، ومعالجة الجرحى أينما كانوا، وإعادة المقتلعين من ديارهم إلى بيوتهم خاصة ونحن على أبواب الشتاء، وإطلاق الأسرى والمعتقلين، والتصميم على إعادة الحياة إلى مؤسساتنا التربوية والثقافية والاجتماعية والدينية، فتعود إلى سورية رونقها وبهاؤها وألقها، وتكون قدوة في المصالحة الحقيقية، ووطن الوحدة بين الشرائح والأطياف والأديان كافة.