أبناءنا وأهلنا وإخوتنا الأحباء، في العاشر من شهر آذار 2014، فرحت قلوب النسيج السوري الذي تشكل بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس جزءاً لا يتجزأ منه بقدوم الأخوات راهبات مار تقلا وعودتهن إلى بر السلام بعد خطفٍ مدانٍ ومستنكر دام لأكثر من ثلاثة أشهر. إلا أن الفرح بقدوم أخواتنا عكّره ما جاء على لسان بعض أخواتنا الراهبات اللواتي…
في الأحد الثاني من الصوم أتت الينا الكنيسة بصورة قديس عاش في القرن الرابع عشر وكان راهبا في جبل آثوس اليونان، ثم صار بعد ذلك رئيس أساقفة مدينة تسالونيكي، هو القديس غريغوريوس التسالونيكي المعروف ايضا بغريغوريوس بالاماس، وكان هذا اسم عائلته. كان أبوه عضوا في مجلس الشيوخ في بيزنطية، وكان قريبا من الامبراطور. كانت العائلة…
اليوم يبدو بوضوح أنّ الشيطان هو “أمير هذا العالم” (يوحنا 12: 31) . كلّ شيء يميل إلى الشرّ حتّى السياسة والدين. يركب هذا القطارَ السريعَ كلُّ مَن يعارض الوضع القائم، أكان من اليمين أم من اليسار. الحضارة العالميّة الحاليّةُ تُفرِزُ أناساً لا يرتضون بالحالات السائدة. بدل أن يثوروا على أنفسهم، على أهوائهم وعلى أمراضهم النفسيّة، ينتقمون…
ثمّة مَن يتمسّك، في الكنيسة، بالتّقليد معيارًا، وثمّة، في زمن العقلنة والعِلم، مَن يُعلي شأن التّاريخ، ويأبى إلاّ أن يُخضع التّقليد لمقاييس التّاريخ، عِلمًا. التّوتّر والتّضاد بين الاتّجاهين واضح. التّقليديّون، بالنّسبة للتّاريخيّين، أصوليو النّزعة بالمعنى السّيّء للكلمة، والتّاريخيّون، بالنّسبة للتّقليديِّين، دهريّو المنحى. كلٌّ يرى في الآخر تهديدًا لكنيسة المسيح وانحطاطًا! في مقاربة الموضوع التباسٌ…
في النصف الأول من القرن العشرين ومع احتضار الدولة العثمانية وأفولها، كانت الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية تجاهد للخروج من الانحطاط الفكري والديني والروحي الذي كان يسيطر عليها. أما أسباب هذا الانحطاط فكثيرة، أولها الانحطاط الذي عمّ في الدولة العثمانية والذي لا يمكن أحداً أن ينكر تأثيره على كل الجماعات الدينية القاطنة في أراضي هذه الدولة. بيد…
أيها الأحبة: تعجز الكلمات وتفلّس الحروف أمام دموع المحبة ورهجة الفرح الذي زار حدود سوريا الغالية البارحة ومنها اكتسح قلوبنا فأفاض فيها الرجاء وأنبض فيها القوة. “المجد لله على كل شيء”. قالها يوحنا الذهبي الفم، وتقولها الآن قلوب المؤمنين في سوريا والعالم وأفئدة كل ذوي النيات الطيبة في هذه الدنيا. اليوم فصحٌ جديدٌ في كنيستنا…
المؤمن يشتاق إلى الصيام اشتياقه إلى صديق طيّب لأن نور القيامة يتراءى له بجهاده في هذه الفترة. الاستعداد للفصح تقوم به الجماعة كلها. الجماعة مستنفرة معا تكثف صلواتها، تتكلم عن الحبيب الإلهي الآتي الينا بالآلام وبالفرح. تمسك الكنيسة عن كثرة الطعام، عن بعض الأطعمة ليس لأن في الطعام نجاسة ولكن تقيّدًا بالقاعدة الرسولية “كل شيء…
ليس مستغرباً أن يفرض تنظيم “داعش” أحكام أهل الذمّة على أبناء الرقّة المسيحيّين. وليس مستغرباً أيضاً أنّ ما قام به هذا التنظيم قد لاقى استهجان معظم المسلمين. فـ”داعش” أعادت إلى الحياة نظاماً كان معمولاً به في حقب تاريخية عدة، وله مسوّغاته في الفقه الإسلامي الذي لا يقرّ، قديماً وراهناً، بالمساواة في الحقوق والواجبات ما بين…
جاء المسيح ليقضي على الخطيئة، ليقدم عرضه هذا على الإنسان لأن المسيح لا يريد اقتحام الإنسان. هو مخلص ولكن لا يخلص إلا من ارتضى الخلاص واعتنقه وابتهج به. الله لا يقتحمك، لا يغتصبك، يعرض نفسه عليك فيصبح الخلاص حقا نتيجة حوار بينك وبينه. يتنازل الله إليك ليصير محدثك. لعل كل سموه انه جعل نفسه على…
