“إنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ ، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا ، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ” ( كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ 4:6). تصلح هذه الآية من بولس الرسول لربط حدث التجلّي بحياة المؤمنين اليوميّة. فالنور نفسه الذي تجلّى للتلاميذ على الجبل ينير المؤمنين منذ غرسهم في المعمودية في…
“أيها المتقدّمان في كراسي الرّسل ومعلّما المسكونة…” من كان يظنّ أنّ هذه الألقاب سيحملها يومًا صياد السّمك سمعان والفريسي المتشدّد شاول؟ “هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ”. (متى٤: ١٩) سمعها سمعان وأخوه اندراوس من فم المعلم، فتركا الشّباك وتبعاه. رحلة سمعان من صيد السمك إلى صيد الناس لم تكن بالسهلة. السنوات الثلاث التي رافق خلالها السّيد…
1- كيف جلس الربّ يسوع على الأتان والجحش كليهما؟ “وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا” (متّى 21: 7). بقوله هذا، شدّد الإنجيليّ متّى على تحقيق نبوءة النبيّ زكرّيّا حرفيًّا، رغم اتّهام البعض له أن قد فاتته الموازاة الشعريّة، أي التّكرار المألوف في الشّعر العبريّ والّذي يعيد الكلام نفسه، والّذي قصد من خلاله النبيّ…
في كتاب التّكوين، نقرأ أنّ الله رأى كلّ ما خلق حسنٌ، وأمر الإنسان أن يعتني بخليقته: “وأخَذَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ ووضَعَهُ في جَنَّةِ عَدنٍ ليَعمَلها ويَحفَظَها” (تكوين ١٥:٢). كما جاء في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية: “لأنَّ الخَليقَةَ نَفسَها أيضًا ستُعتَقُ مِنْ عُبوديَّةِ الفَسادِ إلَى حُرّيَّةِ مَجدِ أولادِ اللهِ. فإنَّنا نَعلَمُ أنَّ كُلَّ الخَليقَةِ…
أساس عيد العنصرة هو عيد الخمسين عند اليهود، وهو عيد تسلّم الشريعة (التي هي وصايا الله) مِن قِبَل موسى على جبل سيناء بعد خمسين يوماً من الخروج من مصر. ولأن الربّ يسوع المسيح جاء ليُتمّم الشّريعة، كما قال: “ما جئتُ لأنقُض بل لأُكمِل” (متى ٥: ١٧)، كان لا بُدّ من إكمال عيد الخمسين تمامًا كما…
المحبّةُ في التنازل. بقلم قُدس الأب جورج مسّوح النهار الأربعاء 28 أيار 2014 يُشكّل حدثُ صعود السيّد المسيح إلى السماء وجلوسه عن يمين الله الآب، وفق اللاهوت المسيحي، حلقةً من سلسلة لا تنفصم عراها تمتدّ من تأنّس ابن الله واتّخاذه جسدًا إلى صلبه وقيامته من بين الأموات وصعوده وإرساله الروح القدس إلى العالَم. أمّا…
ترد في إنجيل لوقا آيةٌ تتحدّى كلّ قارىءٍ للكتاب، إذ يقول الربُّ في النصّ: “لكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟” يرد ذلك بعد مثل القاضي الظالم والأرملة، الذي يبدأ بما يلي: “قَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” لوقا 18 الربّ يسوع يطرح التحدّي علينا…
يا ربّ، تنهال المصائب علينا من كلِّ حَدَبٍ وصَوْب. وتتكثّف العتَمات، ويتراكم القلق، ويخبو الأمل. تتفجّع الأمّ على فقدان ولدها، ويقلق الأبُ على مستقبل أبنائه. متى يكفّ الشرّ والفساد والحروب والفوضى المميتة في مشرقنا المتألّم؟ متى يفنى مسلسل الدمار والخراب والأزمات والهجرات؟ إختبر أَهْلُنا هذا المسلسل المأساويَّ، وعاشه أجدادُنا. وكُتُبُ التاريخ ملأى بأحداثه منذ…